دائما اعتبرت أن اللفياتان هو من عداد الكتب التي يجب عليّ أن أقرأها. وللحقيقة قد استمتعت بقراءة هذا الكتاب وبالرغم من مئات بل ألوف صفحاته لم أشعر بالملل في أي قسم من أقسامه.
في القسم الأول من الكتاب نتعرف إلى نظرة هوبز الواقعية (أو المتشائمة بنظر البعض) للعلاقات بين البشر وللطبيعة البشرية - وهي ما يدرّس في العلاقات الدولية كالنظرية الهوبّزية - ثم ننتقل في القسم الثاني إلى الدولة (commonwealth) وهي ضرورة نظرا لما رأيناه في القسم الأول: فبالنسبة له البشر على طبيتهم في حالة فوضى وشريعة غاب وسرعان ما يفهم البشري أن حظوظه في البقاء ترتبط بانضمامه إلى غيره في جماعة وهو هنا يعرض لمفهومه للدولة ولعلاقة الفرد بالدولة. وهو يغتنم الفرصة ليقترح شرحا لعددا من المؤسسات القانونية والإجتماعية كالإرث أو الضرائب. أما في القسمين الأخيرين فيشرح هوبز لنظرته للكتاب المقدس وكيفية تفسيره واللاهوت الخاصّ به.
كون هذا الكتاب من أكثر الكتب اقتباسا وكون هوبز من أهم من كتب في العلوم السياسية، معرفة أرائه أمر ضروري لي إذ لا بد من قراءة هذه الأعمال المؤسسة للفكر السياسي - الأعمال الكلاسيكية. لكن، وإن تضمّن الكتاب على أفكار أساسية في علم السياسة (كالطبيعة البشرية والمجتمع والدولة) إلا إنه يتضمن أيضا معلومات قد مرّ عليها الزمن وتفسيرات لمظاهر إجتماعية أو قانونية قد تخطّاها العلم الحديث. بالرغم من ذلك كان من المسلّي قراءة هذه الأجزاء لأنها تعطي فكرة عن حالة العلم والمعرفة في تلك الفترة.