في سكون الليل المطلق تسبح سفينة فضائية لا يسمع لمحركاتها صوت. وفجأة يتدلى منها منظار له عينان مسددتان نحو هذا الكوكب الذي يدعى الأرض. تريد السفينة الفضائية أن تستطلع أحوال هذه الكائنات الأرضية التي تسمى بشرا. فماذا ترى؟ لا تكاد الصور الأولى ترد حتى تزمجر المحركات وتشتعل الأضواء الحمراء. ويصدر عن الحاسوب الرئيسي صوت مبحوح يقول: «أنا عاجز عن معالجة هذه البيانات». سفينة الفضاء هي أنت؛ وجسمها السابح في الفضاء هو جسمك؛ وعينا المنظار هما عيناك؛ وأنت كائن غير أرضي قادم من الفضاء الخارجي تريد أن تعاين حال الأرض. والسكون مطلق إلا من حفيف الريح على جسمك المعدني. فماذا ترى؟ أرى رعشة في سماء الليل كأنها ضوء البرق الخاطف. وانظر إذن ما يحدث. هذه الأجسام العارية يهوي بعضها على البعض الآخر وتتفاخذ ثم تتلاحم. ماذا يحدث؟ وما هو الخبر؟ أنا لا أفهم من كل ذلك شيئا. الأجهزة ستتفجر إذا استمرت هذه التصرفات العجيبة. ليس لها عهد بهذا السلوك. لماذا يمتطي بعض هذه الكائنات البعض الآخر؟ ثم ما معنى هذه الأصوات التي يختلط فيها المواء بالنباح بالنهيق بالصهيل بالنعير بالفحيح بالهديل بالضحك الذي يشبه البكاء.
بعد القهوة
نبذة عن الرواية
يصفها مؤلفها الدكتور عبد الرشيد الصادق محمودي فى عنوان فرعي بأنها ثلاثية روائية، تدور أحداث الجزء الأول منها قاتلة الذئب في قرية القواسمة بمحافظة الشرقية في مصر، أما الجزء الثاني الخروف الضال فتدور أحداثه في مدينتي الإسماعيلية في منطقة القنال، وأبوكبير في محافظة الشرقية، فيما تدور أحداث الجزء الثالث البرهان في فيينا عاصمة النمسا. والرابط الرئيسي بين هذه الأماكن المتباينة مسيرة طويلة يقطعها بطل الرواية مدحت بدءًا من طفولته بقرية أولاد قاسم، مرورًا بصباه الأول وتعلمه في الإسماعيلية وأبوكبير، حتى ينتهى به الأمر إلى الإقامة فى فيينا مرتين: الأولى بعد التحاقه بالسلك الدبلوماسي – وقد شهدت المدينة عندئذ ولادة روايته الأولى وفشل زواجه، ومرة أخرى بعد عقدين من الزمان. فلماذا عاد إلى فيينا؟ حاز الكتاب على جائزة الشيخ زايد للآداب العام 2014التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- [ردمك 13] 9789772936953
- الدار المصرية اللبنانية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
41 مشاركة