بداية، قبل أن تقرأ هذا التعليق، اذهب إلى صفحة الكتاب، واقرأ تعليقات القرَّاء على هذه الرواية، لتدرك أي ورطةٍ .. حقيقية .. أضع نفسي فيها الآن!
.
تسالي ولب، ... تسالي ولب ..
ياعم بقول لك أنا جعاااان، عاوز آآكل ..
تسالي ولب
.
كنت أراهن أن هذه الرواية بالونة أخرى من البلالين التي بدأت تنتشر وتتسرب وتتوغل في المكتبات، وتحقق مبيعات كبرى، ويتحدث عنها الكثيرون ! لتكتشف أنك إزاء عمل عادي، أو أقل من عادي
أصلاً فكرة الإجماع على جودة وروعة و (وااااو، وفظيع، وأنحني إعجابًا، ولكم هي آآسـرة ...) إلى غيرها من عبارات التمجيد المبالغ فيها، تصيبني بـ آرتكاريا! ..
ولكنني قررت، وبمحض إرادتي، لاسيما أن الرواية أتيحت الكترونيًا، أن أخوض التجربة!
.
تسااالي ولب ..
..
الرواية تتحدث عن محاضر يحدث مجموعة طلبة (متفاوتة الأعمار) عن ما أسماه (هيبتا) أو مراحل الحب السبعة، وذلك من خلال أربع قصص /حكايات (المفروض إنها مختلفة) سمى أبطال هذه القصص بأسماء كودية (عشان العين): ا، ب، ج ، د ..
المحاضر اسمه أسامة (مش منير)
الأربع قصص بتنتهي بمفاجأة من النوع الخطير والفظيع والمذهل والذي يجعلك تفغر فاهك مندهشًا، لأن الأربع قصص هم لبطل واحد (يا إلهي، كيف فعلتها!)
وعلى الرغم من أن بطل الحكاية الأولى (أ) يموت منتحرًا إلا أن المعالجة الدرامية المدهشة لاتزال مستمرة معنا، إذ نكتشف أن هناك في المحاضرة من يقول لأسامة لماذا أصررت على تغيير النهاية، ليقول له إن النهاية المأساوية بتعجب الناس أكثر، وطبعًا لا أحتاج أن أفهمكم أن من يحدثه هو نفس ذات الشخصية صاحب الأربع حكايات والذي لم يمت (ولا حاجة) !!
.
تساااالي ولب،
تسااالي ولب!
......
أين المشكلة إذًا؟!
قصص في غاية السطحية، وعلاقات في غاية السذاجة، من السهل أن يقول أي قاريء الآن أنت تقول ذلك لأنك لم تعشها، أو لا لماذا تقول هذا لقد مررت بتجربة مشابهة، وأقول له يا عزيزي هناك فرق بين أن أقرأ تجربة وأن أسمعها من أحدكم، وإلا لكان كتَّاب صفحات الحوادث من أروع الأدباء ومحققي أكبر نسب مبيعات في كتب البيست سيلر!
أين الرواية أين الأدب؟ أين الصياغة الأدبية، أين اللغة المحكمة؟ بل أين بناء الشخصيات؟!
لاشيء على الإطلاق من هذا، أنت تسمع حوارًا بين اثنين سمجين للغاية، ولكنك مضطر للاستماع إليه لأنك نسيت سماعة موبايلك، أو أنه "فصل شحن" !!
.....
ياعم والنبي أبوس إيدك بطل هتش، بقول لك جعااان
تسالي ولب، تسااالي ولب !!
......
لايمكن أن نستعيض عن الأدب الجاد بمغامرات ميكي وبطوط، كما لا يمكننا أن نقزقز لب طوال اليوم ونكتفي به عن الأكل والشرب، وننسى أن "القشر" ملى الأرض، ويجب علينا فورًا أن ننظف الأرض ونمنح أنفسنا نفسًا عميقًا وقليلاً من التفكير!!
.......
هناك عدة مشاكل في الحقيقة تطرحها قراءة هذه الرواية، وليست الرواية نفسها، ليس لأن الرواية لا تطرح، بل لإن "طريقة" الرواية وكتابتها وتفاعل الناس معها، كل هذا هو ما يطرح أكثر في الحقيقة!
....
المشكلة الأهم في نظري أن الكتاب/ أو الرواية تزعم أنها تتحدث عن أعقد العلاقات الإنسانية على الإطلاق، ولكنها تمارس الطريقة الـ (أسامة منيرية) في التعامل مع الحب بتسطيحه إلى مراحل سبعة، وبالمناسبة أنا صعيان عليَّا جدًا اللي معتبرين أول 4 مراحل دول مراحل مختلفة فعلاً (لو سلمنا بموضوع التقسيم المرحلي في الحب وبتاع) طب تعالوا كده نبص على أسامي المراحل:
البداية، اللقاء، العلاقة، الإدراك، الحقيقة، القرار ، النهاية!
حقيقي أنا مندهش!
....
المشكلة التالية في الناس بقى، القرَّاء العظام، اللي هما عمدة التقييم هنا مثلاً، كيف نعتمد رأيهم بعد كده، أو نتقبله أو حتى نفهمه والله، وهم يصعدون بهذا العمل الركيك جدًا إلى ذرا المجد والسماء، بل إن بعضهم يبالغ فعلاً في تصوير براعته وما إلى ذلك!!
طوال عمري أفهم الاختلاف في الرأي وبتاع !
ولكني هذه المرة عجزت فعلاً !!!
.....
يبقى أن نشكر الأصدقاء في (عصير الكتب) على تحملهم مشقة تصوير هذه الرواية الكترونيًا، إذ لولا أنهم فعلوا ذلك لما قرأت منها حرفًا !
وبالمناسبة النسخة الالكتروني ناقصة صفحتين، بس فعلاً ولا فرقوا في الرواية : )
....
وطبعًا مش محتاج أثني على براعة الرواية وقدرتها البالغة على إنها تخلص في (غلوة) فعلاً ..
يعني زي ما قال أحد الأصدقاء .. الرواية شيقة فعلاً بس سيئة!
..