للوهلة الأولى ظَننتُ أنّ هذه المجمُوعة القَصصيّة نتاجٌ يُشبهُ بنات الرياض ومثيلاتها. فأخذتها كـ وجبةٍ خفيفة لمساء البارحَة بعد مجمُوعة الروايات الضخمَة التي قرأتها. القصة الأولى فـ الثانية ومازلتْ أردد في داخلي : متى ننتهي من آفّة بنات الرياض وأخواتها !
إلى أن وصلت لـ قصّة كُومبارس وحكايا المُجتمع السوريّ القاسية! تذكّرت نحنُ نُشبهُهم, لجمتُ فمي وشرعتُ أقرأ بشهيّة وبدموعٍ آثرت أن تنزلَ فتُطهر صدري.
المجموعة القَصصيّة تتخذ شكل المُسلسلاتْ السوريّة, تمنّيت لو عُرضت في رمضان القادم معَ أنّها لم تصل للثلاثين ولكنْ بالإمكان إكمالُها : ). ستَة عشر قصّة مختُومة بالصلاة كتبتها هيفاء البيطار . يُوسف الذي يعمل كُومبارس والمستشفيات الحُكومية التي تختم قولها بـ : مُش اول واحد بموت, عادي عادي . الأب الظالم والمُقرف, الأم البلهاء التي لا تنصاع إلا لرغبات زوجها وتترك أولادها حُفاةً يرعون في الشارع . الحُب الذي لا يُكتب إلا تحت سيطرة الجنس. المال الذي لا يُجلب الا ان باعوا حياتهم وأولادهم له .
قصص تصف الواقع المرير حكتها هيفاء على ألسنة كل منْ حسنة الصغيرة التي أغتُصبت فباعها أهلها, سالي التي حُرقت جرّاء خطأ, إيمان التي تطلّقت في ليلة زواجها. وألف وياء اللواتي كنّا صديقات طُفولة لـ يكبرن وينسيان أيّ بَراءة جمعتهُما
مراجعة كتبتها عام 2007