تنويه
من مفارقات القدرأن أقرأ رواية
تتناول قيمة العدل بينما يقبع بداخل السجون حاليا اكثرمن 200شاب معتقل على خلفية ذكرى 25يناير من بينهم صديقى
واخويا عبدالرحمن عاصم
وكما أهدى الأستاذ شريف عبدالهادى أبابيل كما جاء فى
الأهداء الأولى إلى كل برىء
ذاق مرارة السجن
وأنا بدورى كقارىء أهدى هذه المراجعة وذلك العمل الى صديقى عبدالرحمن وكل من معه فى هذه المحنة وربنا يردهم لأهلهم سالمين
ثانيا_أعتذرمقدما عن الأطالة فى الريفيو
لان فعلا الرواية تستحق الكثير
من التوضيحات والأفاضة فى التناول
***************
عندما بلغ بأبرهة الحبشى الظلم و
الطغيان مداه وفى لحظة تخلى
فيها عنه العقل قررأن يهدم بيت
الله الحرام وبالفعل جهزجيشا
جرارا يمتطى الفيلة لكن الله بجلاله وعظيم قدرته أرسل على
هذا الجيش طيرا أبابيل أى أسراب
متعاقبة من طيورتحمل حجارة
مسومة من نيران جهنم
فقضت على ابرهة وجيشه وبذلك
حمى بيته من اعتداء وتبجح ابرهة
السافر وسمى هذا العام
بعام الفيل وهونفس العام
الذى ولدبه رسول الله محمد عليه
أفضل الصلاة والسلام
وفى رواية أبا بيل كانت العدالة
وميزانها الذى اختل بفعل فاعل
هى قضيتها الكبرى وحاولت
أن تكون كحجرسجيل فى وجه
كل ظالم وفوق رأس كل عابث
بتلك القيمةالعظيمة الذى اشتق
منها الله جل جلاله أحد أسمائه
الحسنى ألا وهو العدل
أحداث الرواية:_مجدالدين مهران
نشأ وهو طفل صغيرفى عائلة
مزجت بين الأوشحة القضائية
ورتب الداخلية وإثرحادث قتل
خطأ يمربه مجد وهوصغير
يدرك معها أولى معانى الندم
ومفهوم قيمة العدل إلى أن أصبح
شابا تخرج من كلية الشرطة وتمربه كثيرمن الأحداث التى
تجعله يقوم بتحويل أوراقه
الى السلك القضائى ليتحول
معها مجرى حياته بالكامل
لنرى رصد روائى وملحمى مميز
سواء لفترة حكم مبارك وحتى
الأطاحة به فى ثورة 25يناير2011
أوفترة حكم الأخوان والأطاحة
بهم فى30يونيو2013 إثرطمعهم
وجشعهم واستحوازهم الغبى
على السلطة
وبرغم المقولة الممجوجة التى
تصف دائما القضاء المصرى
بالشامخ النزيه الا أنه مع الأسف
ليس كذلك إذ أن الفسادالذى
ضرب بجميع مؤسسات الدولة
خصوصا فى السنوات الأخيرة
من حكم مبارك والذى كان أحد
أسباب قيام الثورة ومن بعده
حكم الأخوان ضرب أيضا بالمؤسسة القضائية وهى التى
كانت من المفترض أن تظل
بمعزل عن أى شبهات وفوق مستوى الفساد إلا أنه بألاعيب
سياسية خبيثة تم جرها إبى
صراعات واستقطابات سياسية
لوثت الكثيرمن ذوى الأوشحة
الخضراء فاختل ميزان العدل
وصار اتجاهه للطرف الأقوى
وضاعت كثيرمن حقوق المجنى
عليهم بسبب تسييس القضاء
من جهة ومحاولة أخونته من
جهة أخرى
أما المظلومين واصحاب الحقوق
فلهم الله
عن الشخصيات:_
وضعت الشخصيات داخل إطار
روائى محكم لكن اذا نظرنا
إلى كل شخصية على حدا سنجد
أن كل شخصية تستحق بطولة
قائمة بذاتها
غيرأن أكثرالشخصيات
التى راقت لى
_رحمة تلك الفتاه الرقيقة التى
فقدت بصرها اثرحادث عنيف
تعرضت له وهى صغيرة وبعد
فقدت والدها تربت فى حضن عمها وصارت شابة جميلة و
صحفية موهوبة وأيضا فنانة
موسيقية بارعة لنرى أين
ستذهب بها الأحداث بعدضربات
القدرالمتلاحقة التى أصابتها
شخصية رحمة صيغت بمنتهى
النعومة توليفة من البراءة والعزوبة والشجن النبيل جعلها
تبدو وكأنها فتاة أسطورية لاتملك
أمامها كقارىء سوى أن تتأثربها
وتستسلم لها
_براء :_صلة القرابة التى ربطت
بينه وبين رحمة ونشأة الطفولة
والصعاب التى واجهاها معا حتى
كبرا وعملا معا بنفس الجريدة
جعله يهيم برحمة عشقا
ويذوب بها حبا
براء شخصية جميلة جداا وتركيبة
رجولية من الشجاعة والحماس
الذى يصل الى حد الاندفاع
الطائش أحيانا مدفوعا بعشقه
لحبيبته وحبه لوطنه
أبى: /ابن خالة مجد شخصية متعددة الجوانب تتعاطف معها
أحيانا وتكرهها أحيانا اخرى و
مش بسهولة تفرق بين الخير
والشر اللى جواه
_مظلوم غلاب: /شخصية محورية
وهامة جدا وشديدة التعقيد
ومليئة بالمفاجآت على مدار
الرواية أشبه بشخصية رجل الأحجية فى فيلمsaw
بالأضافة طبعا لشخصية مجد
والتى صيغت ببراعة ورأينا
تطورها منذ أن كان طفلاصغيرا
وحتى صارشابا بأروقة العدالة
_الحسينى/شخصية خفيفة الظل
جسدت الشهيد الحسينى الذى استشهد أثناء فض إعتصام الاتحادية وجاء توظيفها جيدا
ولمسة وفاء لذكراه ولذكرى شهداء
آخرين كان لهم حضورمشرف بالرواية مثل جيكا وكريستى
"الأسلوب الأدبى والروئى "
تميزت الرواية بأسلوب سردى
وروائى رائع وذو مشاهدحوارية
على قدركبيرمن الوعى والأمتاع
والأحساس المرهف
وسواء كانت مشاهد سياسية
أوعاطفية أوإجتماعية
فكلها اتت فى تناغم وهارمونى ممتع يجذب القارىء ولا يشعر
بملل وتم تناول الأحداث السياسية
ومايحدث وراء الكواليس
بشكل مدهش يمزج بين واقع ما
حدث وبين خيال الكاتب حتى أنه
لم يبتعد عن الحقيقة إذ أن دلالات
الأحداث تؤكد تلك المشاهدوماحدث فى كواليسها
أيضا جاء توظيف بعض الأغانى
وكتابة كلماتها فى الربط بينها
وبين بعض المشاهد كأستخدام
بعض أغانى "إليسا"فى التعبير
عن حالة العشق التى تمربها رحمة وأيضا أغنية ال100يوم
التى كانت تهاجم مرسى عندما
وعدبحل بعض أزمات البلد فى اول 100يوم من حكمه ولم يفعل شيئا فتم استخدام
الأغنية فى احد المشاهد بعبقرية
روائية وبشكل سينمائى مدهش
أيضا تم الأستعانة ببعض المقاطع
الحقيقية من خطب مرسى وبعض المقاطع لمن كانوا
يسمون أتفسهم بدعاه
ورصدت الرواية كثيرمما كان يدور
على صفحات التواصل الأجتماعى
تعقيبا واحتجاجا على بلاوى حكم الأخوان
والتى عايشتها بنفسى فى حينها
كل هذا أعطى الرواية عمقا وواقعية وكانت أشبه ببانوراما
أدبية رائعة
"نهاية الرواية"
أثارت النهاية إعجابى وجاءت
على قدرأهميةوروعة الرواية
وكانت تتويجا يليق بها
إجمالا رواية أبابيل رصدبانورامى
وملحمى وعمل أدبى حاول
التصدى لكوارث تسييس وافساد
القضاء وماترتب عليه
من إهدارحقوق وإختلال ميزان
العدالة فى بلد أصبح الظلم فيه
أسلوب حياه
يحلو دائما للدكتور علاء الأسوانى
أن يختم مقالاته بعبارة
"الديمقراطية هى الحل"
وأنا أقول
"العدل هو الحل"
أختم بمقولة أراها مسك الختام
للكاتب شريف عبدالهادى الذى
أبدع وأمتعنا برواية أبابيل عندما
كتب فى صفحتها الأولى
"لايمنع انهيار السماء على الأرض
سوى اعمدة خفية اسمها العدالة
فاذا ماضاع العدل...انهاركل شىء"