إرم ذات العماد: من مكة إلى اورشليم: البحث عن الجنة > مراجعات كتاب إرم ذات العماد: من مكة إلى اورشليم: البحث عن الجنة

مراجعات كتاب إرم ذات العماد: من مكة إلى اورشليم: البحث عن الجنة

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب إرم ذات العماد: من مكة إلى اورشليم: البحث عن الجنة؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    2

    الفكرة العامة للكتاب شيقة و الكاتب أيضا جريء حيث قام بتحدي العديد من الأفكار المتوارثة بأسلوب حضاري. يمكن اختصار الكتاب بنصف العدد من الصفحات. الكثير من تكرار (المبالغة في التكرار) الحقائق و الأفكار لدرجة تصيب القارئ بالملل و الشرود.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    رقم ست وتسعون/2024

    أرم ذات العماد – من مكة الى اورشليم البحث عن الجنة

    فاضل الربيعي

    يتحدث هذا الكتاب عن رحلة مثيرة للبحث عن مدينة أسطورية مفقودة تحت الرمال العربية، هي مدينة "إرم" التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة والروايات التاريخية، في محاولة للتحقق من وجودها.ويغوص المؤلف عبر بحوث ودراسات وتأملات مشوقة في محاولة فك لغز المدينة الضائعة ومراجعة تمظهرات الظاهرة تاريخياً وفلسفياً وفكرياً، عبر سبر أغوار المدونات الدينية والتاريخيّة، في إطار تحرٍ يتقصّى الحقيقة والفكرة الواضحة، ويضفي على الكتاب مسحة هائلة من الإثارة والتشويق.إن التجرد من الميول والعواطف والانتماءات، والسعي، بحياد، وراء متعة الكشف والدراسة والمعرفة، هو دليل القارئ والباحث معاً في هذا الكتاب النادر حقاً في مجاله، والذي سيخرج قارئه بحصيلة غنية من المعلومات والرصد التحليلي لمقولات مفصلية في ثقافتنا العربية والإسلامية.لتبدأ الرحلة إذن إلى المدينة/اللغز.

    بعد أربعين عاماً من التيه، سار بنو إسرائيل بقيادة (موسى) النبي، قاصدين العبور من أرض (م. ء. ب) (مؤاب) إلى أرض كنعان، الأرض الموعودة (الفردوس الأرضي). قد يكون هذا «الحادث» تسجيلاً لتجربة أخرى، تتصل اتصالاً وثيقاً بالتطلع ذاته للعثور على مخرج من العالم اللاعضوي (الصحراء). وهي ــ برأينا ــ تجربة دينية تمتّ في الجوهر إلى المستوى الرمزي، ولكنها تحققت على نحو ما واقعياً وبصور وأشكال مختلفة، بفعل دوافع ثقافية ــ دينية، وحياتية كذلك وتخص جماعة بشرية تعيش في شروط البداوة والانتقال.

    تّخذ الكتاب من أسطورةِ عاد مدخلاً لمواضيعَ ميثولوجيةٍ شتّى يخضعها الربيعي للدراسة والبحث؛ فمن نشأة سبأ إلى انهيار سد مأرب، ومن نشأة مكّة إلى انزياح القبائل. بحوثٌ تمتدّ من أرض العراق إلى مصر. كعادة بحوثه الأخرى، يقدّم الربيعي لقارئه مغامرةً مثيرةً مشحونةً بالميثولوجيا عبر 350 صفحة .

    كتاب قيَّم للدكتور/ فاضل الربيعي؛ يطوف بنا؛ في أسطورة مدينة آرم الذهبية؛ التي ارتبط موضوعوها؛ بقوم عاد... في محاولة لتحليل هذه الأسطورة؛ في ظل رواية عبد الله بن قلابة؛ في عهد معاوية بن أبي سفيان؛ عن دخوله المدينة، والعودة بدليلٍ على ذلك... الكاتب؛ يُعرج في أثناء تحليل هذه الأسطورة؛ بعدة أساطير؛ وأحداث تاريخية، وأهم ما تطرق إليه الكاتب:

    - مناقشة، وتحليل رواية ابن قلابة؛ التي كان مدارها؛ كعب الأحبار؛ والمعروف بوضعه أحاديثاً نبوية، وأخباراً؛ دعماً لملته القديمة؛ اليهودية، وبالتالي؛ فلربما أن الرواية؛ بتلك التفاصيل؛ ملفقة.

    - وضع الكاتب عدة نظريات؛ بشأن معنى إرم ذات العماد؛ تشجيعاً نحو دراسة؛ أكثر عمقاً، ومن ذلك؛ تفسيره للإرم؛ بمعنى الرخام الأبيض؛ هذه النظرية؛ قد يؤيدها ما ذهب إليه (د. محمد شحرور)؛ من أن البنيان؛ بمعناه البديهي؛ وهو البناء الصخري المسقوف؛ والذي تم تعليم بني آدم؛ للقيام به؛ عن طريق الملائكة؛ في ظل التطور الحضاري للإنسان؛ خصوصاً في ضوء المعنى اللغوي لجذر كلمة (بنون)؛ التي تعني البنيان، وليس العيال.

    \- موضوع وجود كعبات شبيهة؛ بالكعبة؛ والتي أشار إليها الكاتب؛ ككعبة غطفان، وكعبة نجران؛ التي تم بناؤها؛ صبابةً نحو الكعبة الحقيقة؛ وليس بديلاً عنها؛ لعل هذا الأمر استمر؛ حتى بعد الإسلام؛ إذ كثيراً ما شد انتباهي إقامة تصور مصغر للمسجد الحرام؛ في بناء الجامع الكبير؛ بصنعاء؛ إذ نجد في وسطه ما يُشبه الكعبة، وقد سألتُ أحد القائمين عليه؛ الذي أفاد؛ بأن هذه؛ تُسمى غرفة الزيت؛ التي كان يتم فيها خزن زيت الإضاءة؛ للجامع؛ بالإضافة إلى مخزن للمصاحف.

    - حسب ما أورده المؤلف؛ من المحرم، والعقاب؛ لمن حاول تدنيس الكعبة؛ كوفد عاد، وجيش أبرهة؛ وإشارته إلى عدم إبادة جيش يزيد بن معاوية؛ عند قيام بضرب الكعبة؛ بالمنجنيق؛ في اعتقادي؛ أن امتناع ذلك؛ يرجع؛ ربما؛ إلى كسر رسول الله محمد بن عبد الله؛ لهذه السنة الكونية؛ بتوفيق إلهي؛ عند فتحه مكة؛ والذي دخلها؛ وهو مُطئئ الرأس.

    - تحليله السريع؛ لأسطورة البخور، وخصوصاً ارتباطها بالأماكن المقدسة.

    - إشارته السريعة؛ للسبب الكامن وراء إحياء ليلة النصف من شعبان؛ في اليمن، وبالأخص في حضرموت..

    قال تعالى في سورة الفجر: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 6 – 8]، وقد ورد لفظ "عاد" 23 مرة في القرآن الكريم، وفيها مرات فُصِّلت فيها القصة، ومرات ذُكِرَت إجمالًا، ولكن مرة وحيدة وُصِفَت فيها عاد بهذا الوصف.

    أولًا: لنفهم المقصود لابد من أخذ الآية في إطار السياق القرآني: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 6 - 14].

    1- ذُكِرَت عاد بهذه الصفة هنا في إطار جمع ثلاث حضارات كبرى: عاد، وثمود، وفرعون، مع ذكر خاصية تعظيمية لكل حضارة: ففي ثمود قال: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}، وفي فرعون قال: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}.

    2- وفي البداية قال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} للدلالة على قهر الله للجبارين.

    3- يُفْهَم إذن من السياق أن إرم ذات العماد صفة تعظيمية لقوة عاد، ويؤكِّد على ذلك وصف الله لها في الآية الثانية بقوله: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}.

    ثانيًا: معنى إِرَم:

    - قال البعض هي اسم مدينة بناها قوم عاد، أو بناها إرم جدُّ عاد، وابن سام بن نوح، والواقع أن عادًا قريبة جدًّا من نوح، ولا يبعد هذا النسب؛ لقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [الأعراف: 69].

    - وقال آخرون اسم قبيلة؛ إما القبيلة الأم التي تفرَّع منها عاد وثمود، وإما قبيلة من عاد كما يرجِّح الطبري نقلًا عن قتادة.

    - وقال فريق ثالث أنها صفة لعاد بمعنى القديمة أو الهالكة، وهذا لا يستقيم لغويًّا؛ لأنها لو كانت صفة لكانت مكسورة بالتنوين تبعًا لعاد في الآية التي قبلها، ولكنها مبنية على الفتح لكونها اسم قبيلة، أو لكونها علمًا.

    ثالثًا: ذات العماد: وفيها أيضًا أقوال كثيرة:

    زعم البعض أن العماد تعني الطول، وذكروا في ذلك أطوالًا مبالغًا فيها لأهل عاد، بلغوا بهم أكثر من 250 متر في بعض الروايات، وهذا وهم بلا جدال، ففي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ"[2].

    ورجَّح البعض أن العماد هي أعمدة الخيام، أو أنها من العَمْد أي القصد، فهم يعمدون إلى مكان الكلأ فيذهبون إليه للرعي، وجمع قتادة ذلك بقوله: كانوا أهل خيام وأعمدة ينتجعون الغيوث، ويطلبون الكلأ، ثم يرجعون إلى منازلهم.

    ولا أعتقد هذ التفسير لكونه يدلُّ على سذاجتهم وهوانهم، وهذا ليس مقصود الآية.

    ومن أفضل الأقوال قول الضحاك الذي قال: ذات العماد أي ذات الشدة والقوة مأخوذة من قوة الأعمدة، بدليل قوله تعالى: {وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت: 15]. يعني العماد هي الأعمدة القوية.

    ويرفض الطبري هذا التأويل بحجة أنهم غير معروفين بالبناء، وهذا غريب من الطبري لأن الله تعالى يقول في حقِّ عاد: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 128، 129]، فهم بهذا التصوير بارعون في البناء إلى درجة بناء آيات معمارية في كلِّ ريع (المكان المرتفع)، ويتَّخذون المصانع التي يُظَنُّ الخلود بها: قَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَصَانِعُ: الْبُرُوجُ الْمُشَيَّدَةُ، وَالْبُنْيَانُ الْمُخَلَّدُ.

    هذا كلُّه يتناسب مع أن العماد هي أعمدة ضخمة، كما يشير إلى أن قوتهم البدنية الكبيرة كانت تسمح لهم بهذا البناء في هذا التوقيت الذي لا توجد فيه رافعات ميكانيكية. وهذا في رأيي أنسب جدًّا لملاحظة ما جاء في صفة القومين الآخرين اللذين ذُكِرا مع عاد في هذه الآيات، فثمود جابوا الصخر للبناء، وفرعون ذو الأوتاد، وهذا أيضًا بناءٌ ضخم على الأغلب، فكان من المناسب أن يذكر اللهُ صفة الأقوام الثلاثة موضحًا شدَّة بنيانهم، وبالتالي موضِّحًا قدرته عليهم.

    رابعًا: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}:

    الهاء عائدة على عاد. وجائز أن تكون عائدة على إرم، وإنما عُنِيَ بقوله: لم يُخْلق مثلها في العِظَم والبطش والأيد. يؤيد ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء: 130]، ولهم قوة بدنية خارقة، ويمكن أن نلحظ هذا في خطاب هود لقومه: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} [الأعراف: 69]. وليس المقصود به مدينة أو أعمدة، لأنه لم يكن ليستخدم حينئذ لفظ "يُخْلَق" بل كان يعدل إلى "يُبْنَى" أو "يُنْشَأ"، فخلاصة الأمر أن إرم على الأغلب قبيلة: أصل أو تابعة لعاد، وكانت قوية ذات بنيان عظيم، وقد خُلِقَت على هيئة شديدة من ناحية قوة الرجال والقبيلة، وقد أهلكها الله تعالى، وجعلها عبرة لمن أتى من الأقوام من بعدهم[3].

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون