في كل رواية من روايات سروري لابد أن تكون بداية البطل من عدن ، عدن الاشتراكية ، ثم يهاجر هذا البطل ليعيش في فرنسا و يدرس تخصصا في علوم الكمبيوتر أو الرياضيات ، يبدو لي أحيانا أن البطل في كل روايات سروري هو نفس الشخص ، وفي أحيان أخرى أشعر وكأن الكاتب ينقل شيئاً من تجربته .. سيرته في الحياة ومن ثم يزيد عليها وينقص منها حسب ما تتطلبه الرواية .
حكاية الحب أيضا ، أو (الرغبة) -فهي الكلمة الأنسب- أيضا متشابهة ، العشق المبالغ فيه .. عشق الجسد ، الجنس المباح دون علاقة رسمية وبكل سهولة ، المفارقة هنا أن معشوقته كانت متدينة (سلفية) ، ربما الرسالة التي أراد إيصالها أن أولئك يظهرون شيئا ويخفون شيئا آخر مغاير تماما.
العلاقات المتشابكة والمحيرة بين أمة الرحمن وزوجها ووالده ، وبين أمة الرحمن وبين عمران (البطل) ، هذا التشابك والتناقض والازدواجية عُرض بشكل فج ومبالغ جدا ، لكن أليست الحياة مجموعة من التناقضات ، أليس مايحدث في الواقع مبالغة لم يتخيلها أحد منا يوما؟
يسرد الكاتب شيئا من التاريخ من وجهة نظره التي تتفق معها حينا وتخالفها حينا آخر ، الماركسية ومن ثم محاربتها بالسلفية بعد الوحدة بين شطري اليمن ، تغلغل السلفية في الشمال عن طريق طالب فاشل استلمه ارهابيون لزراعته في اليمن تحت سمع وبصر و رضا رئيس المافيا سيء الذكر (صالح) ، ومن ثم تحول هذا الطالب لشيخ ومخترع أدوية في ذات الوقت!!
غالبا -أو ربما دائما- أسماء الأبطال لدى حبيب سروري لها مغزى أو معنى يناسب السياق .. مثل (عمران) البطل اسم جزيرة في عدن ، (نجاة) وكأنها الحبل الذي تعلق به حين خروجه من الوطن لتصبح وطنا آخر ، (فاتن) التي فتنته وسحرته بعينيها.
لغة الكاتب كالعادة ممتازة ، يضيف لها مفردات عدنية من وقت لآخر.
تقييمي للرواية مابين نجمتين و نصف إلى ثلاث نجمات ، رأيي الشخصي لم أحبها!
أظن أني لن أقرأ مجددا لحبيب سروري ، بات يكرر نفسه ، أتمنى ألا أضعف أمام هذا القرار إن صدرت له رواية جديدة .