ومن ذا الذي يهنأ بحياةٍ مع رحيل أمه ، أو رحيله عن أمه؟
الدماء تعود الى مجاريها
نبذة عن الرواية
في جديده الروائي "الدماء تعود إلى مجاريها" يتبنَّى الكاتب العُماني "محمد قرط الجزمي" القضية الفلسطينية، ولكنه، تبنِّي من نوع آخر مغاير لما ألفته الأعمال الروائية في تعاملها مع تلك القضية. متخذاً من الإسلام منهجاً في التعامل مع الآخر المختلف عنّا حتى ولو كان يهودياً أو إلى أي دين أو لون ينتمي. هذه المعادلة الصعبة نجد التعبير عنها من خلال الوسائل التي اعتمدها أبطال من "جماعة الشعب" بزعامة (صفوان آل الحو) وصاحبه أبي (جاسم) وأبناءهما "غسان"، "جاسم"، "قصي"، "ضياء" والجهاديين من حولهم مع عدو لا يرحم؛ متخذين من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: [الوسائل لها أحكام المقاصد] منهجاً لعملهم بمعنى أنه كيفما كانت مقاصدك، فسيكون حكمنا على أفعالك اعتماداً عليها.. تحكي الرواية قصة رجل فلسطيني بدأ يفكر بتأسيس جماعة تستهدف تنظيم المقاومة الفلسطينية وصدّ غارات الصهاينة المتكررة عليهم، صحيح أن "صفوان آل الحو" رجل من عامة الشعب، إلا أنه يتحرك وفق فلسفة خاصة تنشد حريةٌ تقوم على (الفكر والعقل والدين والمبادئ) فالقضية التي يحملها وهي قضية العرب طبعاً (المسجد الأقصى) أولاً، ثم القدس، ثم فلسطين. هذا الترتيب بدا وكأنه أداة للقياس اختارها "الجزمي" للتعبير عن رسالة بعلم الوصول مفادها أن هناك أرضاً اغتصبت وشعب أعزل لا يزال يتلقى الضربات يوماً بعد يوم والسبب هو الطريقة التي يتم التعاطي فيها مع القضية ومع مفهوم (الجهاد) "أقول بأننا جماعة (الشعب) غايتنا توفير كل مستلزمات النصر على العدو، وليس من غاياتنا توفير أكبر عدد ممكن من الأفراد..."، هكذا بدا صفوان آل الحو رئيس جماعة الشعب وهو يخاطب ابنه ضياء الذي بدا متحمساً للشهادة ".. ثم اعلم يا ولدي أن الاستشهاد إنما هي وسيلة وليست غاية.. غايتنا هي رضى الله، وأن يدخلنا بفضله جنته (...) الشهادة إذن كرامة من الله لعباده، وليست غاية نسعى إليها...". وفي الرواية يتعرض قائد الجماعة وأفراد أسرته لهجوم من قبل قائد القوات العسكرية الإسرائيلية "بنيامين" ومساعده "شامير" فتغتصب زوجته وتقتل أمام عينيه، ويختطف ابنه الرضيع "قصي" على يد قائد القوات الإسرائيلية بعد إيهام الأب أن ابنه قتل، وينشأ قصي في ظل عائلة يهودية ويطلق عليه اسم "موشيان" من دون أن يعلم بذلك وعندما يكبر ويُؤسر على يد واحد من أبناء جماعة الشعب بعد معارك طاحنة من الكر والفر بين الجماعة والإسرائيليين. تنكشف الحقيقة الصادمة أمام الأب صفوان "حقيقة أن الفلسطيني يعيش فلسطينياً، مهما تغيرت بيئته، ومهما تغيرت طريقة تربيته (...) نعم يا رجل.. هو كما أظنك قد فهمت.. هذا الحقير الذي ربيته، وترعرع في بيتي، هو ابنك أنت.. هو كلب من كلابك، وقد بدأ يعضُّ اليد التي أطعمته منذ صغره". بهذه الكلمات كان الأب و"موشيان/قصي" نفسه من أكثر الحضور ذهولاً، ومن هنا جاءت تسمية الرواية (الدماء تعود إلى مجاريها) وأن "الدماء الفلسطينية تبقى فلسطينية إلى الأبد". هذا هو الدرس الذي أراد الراوي أن يلقنه ليس لليهود فقط بل للعالم أجمع... وبعد (الدماء تعود إلى مجاريها) ملحمة لنضال شعب كان ولا يزال تحت دورة الألم والقتل والاقتلاع والتشرد، فكانت الرواية تجسيداً لإرادة البقاء ودعوة للتغيير، ومراجعة لجوهر القضية الفلسطينية وقراءتها بعين فاحصة...التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 200 صفحة
- [ردمك 13] 9786140101289
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
صَل على النبي
الروايه جميله جداً يشرح الراوي القضيه الفلسطينيه بسلاسه ويضع تعابير دقيقه وكلمات ومؤثر ويضيف نكهه الى الروايه بقصه عائله صفوان ويتنقل الى موضوع وهو الفلسطيني واليهود الذين يعيشان في نفس الغرفه ويشرح طابع الفلسطيني عن اليهودي من اول نظره ومن ثم يشرح لنا بأن هناك من هم أناس مهما كان يهودي او مسيحي فقد يكون شخصاً طيباً ويعود الراوي للقضيه الفلسطينيه روايه ولا اروع
-
israa.fawaz
نجح الكاتب محمد بتجسيد جزء من الواقع الفلسطيني بعبراته المؤثرة لبعض الحوادث
والمواقف التي يواجهها المواطن الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي مثلا: وصفه لما تلقاه صفوان بسبب انشائه جماعة من اغتصاب زوجته,و قتل ابنه الرضيع أو الذي تبين لاحقا بأنه اختطف والخ , والتي مع يهودي الديانة فسرد هذه المواقف بقصة ضياء مع زميل له في العمل وايضا في المسكن يهودي ولقدر كانت القصة هنا اقرب الى واقع الفلسطيني الذي يقطن في الداخل المحتل حيث حينما يقرأ أي شخص هذه القصة فقد يفهم وجهة نظر بعض فلسطينيو الداخل المحتل في تعاملهم مع قسم من اليهود بلباقة.