وداعاً أيها السلاح

وداع للسلاح .. عنوان لن تفقه من أول صفحات الكتاب ولن تتعمق فيه إلا في نهاية أحرف "تمت الرواية" .. إرنست همنغواي جسد لنا نفسه في هذه الرواية حيث أخذنا في رحلة سحرية في "إيطاليا" أجواء "الحرب العالمية الاولى" حيث يكون سائق سيارة إسعاف .. تأخذنا الرواية لزمن نعيش فيه بخوف ورهبة ؛ ودماء وشقاء ؛ إنها "الحرب" بلا شك ؛ ترسم لنا في ذاكرتنا مواقف لاتنسى ومشاهد تنزف القلب لتطبع في الذاكرة للأبدية ، عبقرية همنغواي رسمت حين مزج السكر مع الشاي ، مزج الحرب مع الحب ؛ لتكون لنا لوحة فنية في أعظم ألوانها .. بلا شك رسالة همنغواي قد توصلت لنخاع كل قارئ وحزن معها وأبتسم معها ؛ تارة نسمع دوي المدافع وتارة أخرى نرى نسيم الحب فيها .. رواية جميلة خطها همنغواي لنقرأ محتواها الرقيق والعنيف .. أخيراً أفضل الورايات تكون من الكاتب التي عاش أجوائها وترعرع معها حيث يرسمها لنا في أتج صورة ..

للأسف الشديد إن تقييمي للرواية هنا تأثر سلبياً بقوة بسبب الترجمة الضعيفة والأخطاء الإملائية الكثيرة جداً التي ملأت صفحات الرواية. الرواية مليئة بالحوارات الطويلة بين الشخصيات لكن ولسبب ما تم ترتيب هذه الحوارات بطريقة لا تمكنك من معرفة أي من الشخصيات هو المتكلم فكثيراً ما يرد في سطر واحد كلام أحد الشخصيات ورد الأخرى بدون حتى الإشارة إلى ذلك. هذه النقاط جعلت من الاستمتاع بالرواية أمر صعب وشاق للأسف.

بطلنا أمريكي يؤمن بضرورة الحرب ولذلك يتطوع في الجيش الإيطالي أثناء الحرب العالمية الأولى وهو وإن لم يكن جندياً يحمل السلاح فهو يتواجد في الخطوط الأمامية وتكاد ويلات الحرب تشطبه من قائمة الأحياء. إصاباته البليغة تجعله ينغمس في الحب مع حبيبته الإنجليزية لكن حتى هذا الحب لا يغير قناعته أو حماسته للحرب. إنما بعد عودته للخدمة وعندما يجد نفسه في موقف قد يضيع عليه حتى الأمل في العودة إلى حبيبته عندها فقط يبغض الحرب وآلتها ويهرب منها.

الفصل الأخير في الرواية مؤثر جداً وقاسي لأبعد الحدود على أبطال الرواية وهو بالنسبة لي بمثابة التاج على كل احداث الرواية.

في الحرب كل شيء مباح القتل سفك الدماء الخيانة الإغتصاب كل شيء واجب في الحرب الا الحب الحرب لا تعترف بالانسانية.

أكثر ما يؤسفني في الحرب أولئك الاطفال الذين يمارسونهم كوقود للحرب القذرة لا أحد يفكر بهذه الطفولة المنسية يسلبون منهم طفولتهم ولقمة عيشهم ثم يطلبون منهم أن ينشدو السلام الوطني والملكي بكل فخر واعتزاز وهو لا يملك في حقيبته كسرة من الخبز يالوقاحتهم

.

.

.

.

احيانا حقا تكون أكبر انجازاتك في هذه الحياه هو أنك مازلت قادر على التعايش مع عالم دجال احمق قذر لا يكف فيه عن الحديث عن حقوق الانسان في غرفة كلاب الامم المتحدة

.

.

.

.

يرسم همنجواي بهذه الرواية لوحه فنية معارضه للحرب التي لم تكن ضحيتها يوما الا الابرياء والاطفال ومسعفين الحرب وعلاقات الحب ناقد معها أولئك الطغاة الذين يمارسون هذه الحرب على أنها لعبة بلياردو

.

.

.

.

لا أعلم متى ستنتهي هذه الحرب القذرة للنعم بسلام دائم يكف بها طفاة السياسيه والاحزاب عن ثرثرتهم الكاذبة تحت عبارة نحن الوطنيون ويكف به اشباح رجال الدين عن ممارستهم للديانات لمصالحهم الشخصية

تروي أحداث الرواية عن متطوع أمريكي يدعى فريدريك هنري يعمل في الجيش الايطالي على سيارة اسعاف خلال الحرب العالمية الاولى ضد النمساويين ورغم ويلات الحرب الا انو وقع في حب فتاة تدعي مس كاثرين باركلي وقد اصيب في قدمه واخد فترة نقاهة ثم عاد الى جبهة القتال رغم علمه بحمل كاثرين ... عاد الي جبهة القتال وبعد هزيمة وتراجع الايطالين اتهموا كل ما كان على الجبهة بالخيانه والاعدام ... ففر هاربا الى سويسرا هو وكاثرين وعاشو حياة تملاءها السعادة وعاشت فيها كاترين الام الميلاد ولكن للاسف الجنين كان ميتا وبعد ذلك اصيبت كاترين بنزيف وماتت