فرانكشتاين في بغداد عنوان غريب على الأقل بالنسبة لي، والغرابة ليست فيما يمكن أن يتواجد تحت لواء هذا العنوان أو حتى بغداد، فقد بت أجزم أن كل أنواع الآلام، وألوان الدماء وإشكال الخراب والعنف الطائفي وغير الطائفي مقرها بغداد بصفة خاصة والعراق بصفة عامة... غير أن فرانكشتاين هذا استغرق مني وقتا كي أحفظ تهجيته لأنه لم يمر على ذاكرتي قبل صدور هذه الرواية أبدا، ومن خلال البحث عن معنى الكلمة الغريبة علي تبين أنه بطل رواية للمؤلفة البريطانية ماري شيلي صدرت سنة 1818
بالرجوع إلى الفرانكشتاين العربي أو "شسمه" أو "الذي لا اسم له" فقد اعجبتني فكرته كثيرا (رغم أني من نابذي قراءة الخيال والأكشن) فمع مقارنة فكرة هذا المسخ مع ما يحدث في بغداد ستعرف مقدار التطابق، نعم هو مسخ مشكل من أعضاء بشرية متنوعة من جميع الأطياف، ضف إلى الروح والاسم وكلها كانت لأبرياء فكان وجوده خصيصا لنصرة الأبرياء، غير انه لم يستمر وحاد عن المسار، مثله مثل أية قضية تنطلق من هدف نبيل وتنتهي بالتشتت وتغيير المسار إلى عكس ما كان عليه عند نقطة البداية...
وهذا هو حال بغداد والعراق ان صحت المقارنة وقد كان الكاتب ذكيا في إدراج هذا التشبيه خصوصا مع إدخال أطياف متعددة للصراع ( الحكومة_ القوات الأمريكية_ الشعب بمختلف توجهاته...)
وتعتبر هذه النقطة هي الايجابية في الرواية بشكل عام.
***
بالنسبة للنقاط السلبية هي أن هذه الرواية لم ترق لسقف توقعاتي خصوصا بعد أن نالت جائزة "البوكر" فقد جاءت الرواية مشتتة الأفكار والأحداث، كما أن كثرة الشخصيات والوقائع الغير مترابطة جعلت ذهني يتشتت كثيرا خصوصا اذا ابتعدت عن قراءتها ولو لسويعات قليلة مما جعلني بعد كل استراحة أقوم بإعادة قراءة صفحتين على الأقل كي أعيد ربط حبل أفكاري ( ليتني لم استرح هذا ما اقوله لنفسي :p )