"الوحيد الذي يستحق لقب العم هو محمود السعدني" من كتاب أولياء الكتابة الصالحون لمحمد توفيق ♥️
صحيح محمود السعدني هو رائد أدبنا الساخر بلا منازع و لسخريته نكهة من طعم خاص إلا أن هذا الكتاب مختلف عن ما قرأته للسعدني من قبل.
في هذا الكتاب أوغر السعدني الجرح و كشف المعاناة تحت الشمس لينشط التأنيب و جلد الذات فتخيل حوارا و هميا بينه و بين فتاة باريسية مهتمة بعلم الأحياء و باحثة في العصر الحميري الأول.
قابلته الفتاة و تفرست فيه ملامح أبناء العصر إياه فعرضت عليه أن تصطحبه لتحصل منه علي إجابات شافية وافية عن العصر المراد و من هنا بدأت معاناتي مع هذا الكتاب.
بلا تجميل أو طبطبة نزع السعدني القناع عنا ليظهر الوجه الحقيقي و تتضح حقيقتنا التي تعر و تكسف.
هنا علي صفحات هذا الكتاب أكتشفت وجها خفيا للسعدني و هو السعدني الفيلسوف. أن تضحك و تبكي في آن واحد تلك سابقة ما أنزل بها إلا سلطان السعدني. كتاب مهم جدا جدا فيه مئة الف درسا مستفاد أو يزيد و به مليون فكرة تبني علي كل منهم عشر حكايات مثيرة. ما خذلني السعدني مرة و كلما وردت من حوضه أصدر عمران بالأفكار محمل بالعبر و الأخبار
كتاب، اتعجب كيف أهملت قراءته حتي الآن، و يستحق القراءة مرة و عشر.
أجمل اقتباس في هذا الكتاب
" لا تحزني على عمك زكريا الحجاوي؛ لأن الموت عندنا غير الموت عندكم. فإذا كان الموت عندكم هو نهاية لحياة سعيدة و لذيذة. فالموت عندنا هو خلاص من حياة هي في الواقع تأديب و إصلاح و تهذيب. و لذلك لم نحزن على موت عمك زكريا لأن اليت سعيد و الحي يأسفي عليه 😢"