كعادة معظم الروايات التى يتم تناولها فى الافلام
تجد ان الافلام قد دمرتها تدميرا شنيعا بل حولتها لقصة اخرى ومغزى اخر بالطبع بما يرتبط بالمكاسب او الاهتمامات التجارية
وخير دليل على ذلك فرانكشتاين التى تم تناولها فى افلام كلها من عينة هامر
الفيلم المرعب والمسخ المخيف والعالم المجنون وهكذا
او سيطرت عليها الفكرة الرومانسية وصنع زوجة للمسخ احبها فرانكشتاين وارادها لنفسه الى اخره
وتم تلاشى كل الاسقاطات التى اعتقد ان الكاتبة قصدتها فى الرواية من الاساس فى رواية اعمق مما تبدو
اولا الرمزية فى القصة لعلاقة الخالق والمخلوق او الاباء والابناء
فكرة ان الخالق هو مسئول عن سعادة مخلوقاته ولا يجب ان يتركهم معرضين لصعوبات الحياة وان هذا ظلما ودى فكرة الحادية ساذجة قليلا لان وجود صعوبات الحياة ليس المبرر الوحيد للتعاسة
احيانا انسان يمتلك كل مقومات السعادة لكن مش سعيد
ليه؟ لان الحياة مش ماديات وبس الحياة ماديات وروحانيات وممكن انسان يعيش بنقص فى الاولى لكن التانية نقصها بيجيب حزن وهم ونكد
ثانيا : فكرة كم من العسير ان تكون مختلفا وكم من الممكن ان يتحول شخصا من النقيض الى النقيض بسبب الظلم والاضطهاد
الناس اعداء ما يجهلون اعداء ما هو مختلف عنهم سواء شكلا او طبعا او تفكيرا
لقد طرق المسخ كل الابواب وقد اغلقت فى وجهه بل تكسرت على رأسه
ثالثا فكرة العاقبة الاخلاقية فمن يحصد شيئا لابد ان يجنيه ومن يقوم بأمر لابد ان يتحمل مسئوليته
فكرة الرواية رائعة لكن الاسلوب ممل للغاية
ونجد ان العلاقة بين فرانكشتاين ومسخه تتأرجح طوال الرواية فتجدهم يتبادلون الادوار بين سيد ومسود
وجاء فرانكشتاين مهزوزا مندفعا لا يفكر فى عواقب الامور وانانيا فنجده اتجه للزواج من اليزابيث على الرغم من علمه ان في ذلك خطر عليها وان كان اتخذ قرارا مسئولا عندما رفض ان يصنع زوجة للوحش ولكنه فى النهاية هو من خلق الوحش وللاسف لابد ان يدفع نتيجة تهوره وقد دفعه بالطريقة الصعبة
وكان المسخ تركيبة نفسية معقدة ولكنها مع الاسف تركيبة انسانية فمن يدرس تاريخ الكثير من القتلة والسفاحين سيجد انهم رفضوا بشكل او بأخر من الاهل او الناس او احد ما
فربما لا يولد المسخ مسخا بل نحن من جعلناه كذلك