مايثير دهشتي هو جرأة الكاتب ورؤيته العميقة للمستقبل من خلال المواضيع و الأفكار التي طرحها مثل نقده لتقاليد المجتمع المعرقلة للنهضة و تحقير دور المرأة في عالمنا العربي وغيرها من المواضيع، كتاب في جملته رائع و أنصح به و اللوم الوحيد الذي الومه على الدكتور سلامة موسى هو انبهاره الكلي بثقافة الغرب و قيمه و احتقاره إو تقزيمه لثقافة الشرق.
فن الحياة > مراجعات كتاب فن الحياة
مراجعات كتاب فن الحياة
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب فن الحياة؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
فن الحياة
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Ayed
اتفق فى الموضوعات اختلف فى الرؤيه الى حد ما اعجبنى فى الكتاب ترابط الافكار وعدم تعقيد اللغه ما اختلف فيه ما هو شرقى اعتز به اكثر من ما هو غربى وان كانت حياتنا غربية وميلنا اكثر لفقد كل ما هو شرقى والكاتب يريد التخلى عن الشرقى واتخاذ الغرب كقدوة
-
أمل لذيذ
عندما نذكر كلمة "فن" لعل أول الصور التي تراودنا هي صور لوحات زيتية أو مشاهد تمثيلية أو مقاطع موسيقية أو نصوص روائية أو أبيات شعرية وغيرها من الأمثلة المشابهة لها،فإذا بكتاب (فن الحياة) للمفكر سلامة موسى يقول لنا بأن ننظر للحياة كما ننظر للفنون وأن نتعلم تقنياتها،فلكل فن تقنياته وأدواته التي تساعد على إبرازه وإظهاره كما ينبغي وللحياة أيضاً تقنياتها،فبالنسبة للجانب الظاهري فالحياة فيها جمال مثلما الفنون لها جمالها وفيها فسح للتأمل في هذا الجمال،أما الجانب الداخلي فمحكاته الإحاطة برؤية الحياة من كل شرفاتها ومحاولة التأكد بأن كل شرفة تطل على منظر يوافق ما نريده،سواء كانت تلك الشرفات للجوانب الإجتماعية أو العملية أو العائلية أو النفسية،فكل شرفة حياتية مهمة ومؤثرة للغاية .
وفي المقدمة يخبرنا كاتبنا بإنه إستقى حروفه من الواقع المعيشي لمجتمعه،هو أراد أن يصارح هذا المجتمع وأبناء المجتمع بأفكاره ورؤاه حول أنماط الحياة السائدة آنذاك،وسنلحظ إستعانة المؤلف بتجارب غربية من خلال قراءاته وإطلاعاته عليها،وفي أول الكتاب ينبهنا الكاتب بأن الحياة ليست عبارة عن مأكل ومشرب وجوانب حسية فحسب،فأكد على ضرورة إعلاء قيمة الحياة من خلال ترسيخها كفن وجعلها علامة مميزة،فالفنون ترتبط بالرفعة والعلو ولإن الحياة قيمة للغاية فلابد أن يتم التعامل معها بتفنن،فيستغرب المؤلف من حال من يذيبون أوقاتهم في ملهيات بلا فائدة،فهناك في الحياة ما يتجاوز في أهميته ملذات زائلة غير نافعة،وبما أن عمر الإنسان هو أغلى ما بين يديه فالتساؤل الأكبر بالنسبة له هو كيفية تفعيله لوقته،أليس جميلاً أن يتبين للإنسان كيف يخطط لتكون حواراته أجمل وأفكاره أجمل وبالطبع حياته أجمل!
ومن ثم ناقش المؤلف القضية الجدلية بين القرارات العقلانية والقرارات العاطفية،وكان حله هو خلق نوع من التوازن والتلاحم بين هذه القارات،فلا يتخذ العقل قراراته بمعزل عن القلب و لا يقرر القلب وحده متجاهلاً العقل،فهنا الذكاء العقلي العاطفي،والكاتب أيضاً تحدث عن دور المجتمع في تشكيل المحركات العاطفية للجماهير،فحسب وجهة نظره أن حتى الإنفعالات والتحركات المرتبطة بالغرائز الجسمانية كالحاجة للأكل يقوم المجتمع بالتدخل فيها،فهو يرى بأن المجتمع هو من يلقن أفراده طرق التعبير عن إحتياجاته وتدخل من ضمنها الإحتياجات المعيشية النمطية والإحتياجات الفردية وغيرها،وهذا يدل على أن الإنسان يتأثر بمحيطه بشكل كبير ،فالمجتمع قد يحول الحاجة العادية إلى تناول الطعام إلى فقر في بعض الحالات وقد يحولها إلى إستهلاك فوضوي في حالات أخرى،وكأن هناك بنود غير مكتوبة يسير عليها الأفراد وهي من إعداد المجتمع،وعادة ما تسمى هذه البنود ب"التقاليد"،والكاتب يطلب أن يتفحص أفراد مجتمعه هذه البنود قبل أن يتقيدوا بها ،فلا يطبقوها إلا إذا إقتنعوا بصحتها وبمنطقها،ومن بعد ذلك كان محور "التربية" فأوضح بأن طفولة الإنسان تنقسم إلى "طفولة بيولوجية" وهي مرحلة الصغر التي نعرفها ،و"طفولة إجتماعية" وهي مرحلة التعرف على المجتمع ومتطلباته ومحاولة العيش فيه وهي تأتي بعد المرحلة الأولى ،وهنا نشعر بأن الإنسان هو متعلم في هذا الحياة،فيستمر في دراسة الحياة والسعي إلى فهمها وعيشها،وكل مرحلة من المرحلتين الطفوليتين تستدعي الإهتمام،ففي كل مرحلة يتم غرس معلومة وأيضاً غرس وسيلة لتعزيز الإنسان معيشياً،ولمح الكاتب إلى مرحلة ثالثة وهي مرحلة "التربية الذاتية"،وهي أعلى المراحل في المستوى وأشدها تاثيراً لإن الفرد نفسه هو يبتغي أن يتعلم وبإرادته،ومن ثم كانت هناك مقارن بين "القيمة البشرية" و "القيمة الإجتماعية"،فأفعال الإنسان الصادرة حسب إملاءات المجتمع سواء كانت إيجابية أو سلبية تدرج ضمن القيم الإجتماعية كما يتصور الكاتب،أما أفعال الإنسان التي ينادي به ضميره أو قلبه أو إنسانيته فيي من القيم البشرية،فهناك مكاييل للمجتمع وهناك مكاييل للضمائر،وهناك أيضاً مفاهيم أخرى شرحها لنا الكاتب ومنها "الإستغناء" و "الإقتناء"،"الإستغناء" يقصد به تقليل الفرد من الهوس بمطاردة المال والسلطة وغيرها من ملامح الإبهار في الحياة،أما "الإقتناء" فهو الإرتماء في أحضان حب التملك والحصول على الأفضل من كل شيء وربما كل شيء،والكاتب يفضل "الإستغناء" على "الإقتناء" ويجد بإنه يسعد النفوس أكثر ويريحها ويخفف من مسؤولياتها،فهو إنتقد من سخروا كل حياتهم للقبوع خلف دفاتر حساباتهم المادية،هؤلاء إنشغلوا بالأرباح والخسائر المالية عن العيش،هم فقدوا معنى التمتع بالحياة،ومن ثم لخص كاتبنا لنا مكامن المعضلات التي يواججها الإنسان في الحياة في أربع نواحي هي "مشكلة العمل الذي نرتزق به،مشكلة الفراغ الذي نقضيه مختارين،مشكلة الزواج والعائلة والأولاد،مشكلة المجتمع الذي نعيش فيه وتنظيم علاقاتنا المختلفة به"،والكاتب يصر على أن وجود خلل ولو في ناحية واحدة من هذه النواحي هو كفيل بتنغيص الحياة وتقلص الهناء فيها،فالعمل ليس فقط مصدر رزق فهو أيضاً يجب أت يتوافق مع ميولنا،وبالنسبة للفراغ فمن المهم توجيهه في هواية تجدد الحياة ،أما فيما يختص بالزواج والأسرة فالكاتب فصل في هذه الناحية كثيراً،وتكلم عن إختيار شريك الحياة المناسب سواء للرجل أو للمرأة،وعاود حديثه عن تحكيم العقل والقلب معاً في صناعة القرارة المصيية في الحياة،وقرار الزواج من القرارة المصيرية بالطبع،وتناول كاتبنا التحديات التي تواجه الأزواج والزوجات وكيفية التغلب عليها،وطالب أن يكون إحتواء في الزواج كما أن هناك إحتواء في الصداقة،وبعد ذلك نجد في الكتاب الصفحات الأكثر ضجة فيه وهي بعنوان "مجتمعنا الإنفصالي الحاضر"،فالكاتب وهو يقارن المجتمع الغربي بالمجتمع الشرقي يميل لفكرة إلغاء التباعد الفكري وتحديدا في مجال التعليم بين الرجال والنساء،وهي فكرة ما زالت تلقى تحفظ كبير وأحياناً إمتناع تام في بعض المجتمعات العربية،فالكاتب كان متحفزاً لها و وسطرها في كتابه لإقتناعه بها مع أن عصره كانت فيه آراء معارضة لرأيه بشدة،فهو يرى بأن وجود هذا الإنفتاح الفكري بين الرجال والنساء سيؤدي إلى التفاهم أكثر بينهم وتقليل نسب الطلاق في الزيجات ،وهناك من يرون عكس ذلك حتى في وقتنا الحالي،والآراء ما زالت محتدمة!
(فن الحياة) للكاتب سلامة موسى،يرصد ويحاول إيجاد حلول لأزمات مجتمعية كانت و ظلت موجودة وكأن مجتمعاتنا إستسلمت لها!
السابق | 1 | التالي |