عندما انتهيت من الفصل الثاني، آه من كمّ المشاعر الّتي اجتاحتني وقتها، كيف للمرء أن يلامس صميم الإنسان على تلكم الصورة. روعة العبارات وأجمل منها المعاني والتساؤلات الّتي أخذتني إلى عالم كدت أنساه وكاد يضيع وسط كلّ ما هو ماديّ. فقبل ذلك استغربت من وجود مقدّمة بقلم المترجم، أمّا الآن فأعتقد أنّها لم تكن تبالغ في كلّ ما قالت في شأن الرواية والروائي على حدّ سواء.
لماذا اجتاحتني كل تلك المشاعر وأنا أقرأ الفصول الموالية؟ شعرت أنّي أحبس دموعي الّتي تريد أن تتهادى من مقلتاي لتتراقص على أنغام الكلمات الّتي تلامس الروح وتفيض منها حنانا وإحساسا.
بغض النظر عمّا جاء في الفصل الخامس، وأقصد بذلك المعتقدات الدينية والأفكار عن الموت والحياة وكذا الرؤية الّتي يتبناها الكاتب ومنظوره وكل الأمور الإيمانية، فإنّ هذه الرواية تحمل بطياتها كمّا هائلا من الأفكار النبيلة والحب النقي، إنها فعلا تأخذك من العالم المادي إلى عالم الحب والوفاء. هنيئا لهذه الترجمة الرائعة.