حسنًا إذَا .. أخيرًا قرأت (محطة الرمل) .. وانتهيت منها!
هذه رواية أولى لكاتبها .. يطمح من خلالها بشكل واضح إلى "بناء" روائي متماسك، ويستعرض فيها أربع قصص متوازية لأربعة أصدقاء،تختلف ظروفهم وطرق حياتهم، ولكن جمعتهم الأقدار والحزن ومواقف الحياة
قسم الكاتب روايته على طريقة تعدد الأصوات، فيجعل لكل بطلٍ منهم فصلاً باسمه، يتناول فيها طرفًا من حكايته مرة، ويتعرض أحيانًا بعض الأحداث لشخصياتٍ أخرى، ولكن المشكلة الأساسية في ظني ـ رغم حرص الكاتب على بناء شخصياته ـ تكمن في العلاقة بين هذه الشخصيات، وتفسيرها إن صحت التسمية من كل شخصية تجاه الآخر، وما يقعون فيه على الدوام من حواراتٍ يبدو الكاتب حريصًا على بناء شخصياته من خلالها، ولكنها تبدو في الوقت نفسه حوارات طويلة و"ساذجة"! (هل تحبني أم نحن أصدقاء؟ هل تغارين منها؟ ... )
وهذا ما يفقد العمل شيئًا أساسيًا في ظني من مصداقيته، بالإضافة إلى اهتمام الكاتب ـ بين سرد حكايات الشخصيات ـ بمواقف وأحداث شديدة الدرامية تعتمد على عنصر "المفاجأة" فحسب دون تمهيد أو بناء متسلسل، مما يفقد الرواية الكثير مرة أخرى، (نهايات حكاية زهرة وعبد الله، حكاية منير وسلمى) ورغم حرصه على تلك المواقف مثلاً إلا أن الرواية تسير برتابة شديدة ، يزيد من حدتها "حيرة" بعض الأبطال تجاه ما يفعلون ودورانهم حول تفسير تصرفاتهم بشكل يبدو سطحيًا (منير) أو متواصلاً بلا اكتراث (حكاية حبيبة التي تأتي دفعة واحدة من خلالها، ثم تتكشف بشكل غريب في نهاية الرواية) ..
بالإضافة إلى الشخصيات الأساسية في الرواية تأتي أربع شخصيات تمثل عالمًا متوازيًا لعوالم الأبطال الأربعة، يبدون على النقيض منهم، وإن بقيت علاقاتهم والتعريف بهم يفتقد الكثير من الواقعية سواء مع "عبد الله" وقصته مع زهرة، أو "سلمى" وحكاياتها مع "منير"، أو "ياسر" مع حبيبة ، وأخيرًا نجوى مع نور !
تبقى الإشـارة إلى أن محاولة بث الروح "الصوفية" و البحث عن السالم مع العالم التي سعت إليها "زهرة" ثم حاول أن يذهب إليها "منير" كانت محاولات جيدة جدًا .. ولكن لم يتم استغلالها بالشكل الكافي.
ولكنها تبقى محاولة طموحة، وتجربة جيدة لأحمد سلامة، يستطيع البناء عليها بقوة، والانطلاق إلى أعمال أخرى أكثر جودة وتماسكًا
......
شكرًا أحمد .. وفي انتظار أعمالك القادمة :)