آفة زكي مبارك في رأيي ثنتان: الخمر والغيد الحسان، لا عجب أن يموت الرجل مبكراً، لكنك تجد فيه شيئاً من احترام الدين رغم أنه يعترف بترك الصلاة والتباعد عن المساجد.
يعز على زكي مبارك كغيره من المبهورين أن يدين الغرب على بعض تجاوزاتهم الاخلاقية كأنه بهذا ينال من قيمة معشوقة له والحب دوماً يعمي الإنسان عن تلمس عيوب الشخص فضلاً عن ملاحظتها والحب أعمى كما يقولون، والأعجب من هذا أن كثيراً من مثقفي الغرب يدينون قيم الغرب ويهاجمونه فيما يتصدى مثقفونا دوماً إلى الدفاع عنهم
هل زكي مبارك بالفعل كذلك له معرفه بالدين تفوق كثيرين إذاً انظر إليه كيف يروى حديثين أحدهم ضعيف والآخر موضوع وهذا الأمر يعرفه كثير من الطلاب في المعاهد الأزهرية بل من أصاب حظاً يسيراً من المطالعة والمعرفة ومع ذلك خفي عليه درجة ضعف هذين الحديثين وهما أبغض الحلال إلى الله الطلاق و الغيرة مفتاح الطلاق.
توقفت عن قراءة الكتاب في منتصفه لأني مللت منه فالكاتب يكرر ما يكتبه والذي يتجاوز الإعجاب بل الانبهار بباريس إنه يتحدث عنها كما يتحدث ساكن المدينة لأهله في الريف عندما يعود إليهم فهو يحيط وصفه للمدينة بكثير من البهاء الذي يتجاوز حدود الواقع، والكاتب في هذا الكتاب كغيره من جيل ذلك الزمان منبهر بشدة بأجواء باريس الخالبة وليتي أعرف كيف كانت ردة فعله حين علم بسقوطها في يد الألمان؟!