لست من محبي الأدب الكلاسيكي ومع ذلك فإني أعتبر هذا الكتاب فعلاً من أهم الروايات الكلاسيكية.
برأيي فإن التقييم سيكون غير عادلاً في حال استندنا إلى آرائنا الشخصية أو مواقفنا من القضية التي يطرحها الكاتب والتي أصبحت تعرف باسم عقدة لوليتا.
تدور الرواية حول شخص كهل يحب المراهقات وتحديداً لوليتا التي حاول استغلالها جنسياً لأبعد حد، ونحن هنا نقرأ مذكراته التي كتبها في نهاية حياته، والتي لم يكتبها ليدافع عن نفسه بشكل مباشر بل كان يحاول تبرير عمله.
بطريقة أو بأخرى سترى بأنك تتعاطف مع همبرت بطل الرواية، وحتى لو شعرت بالاشمئزاز طوال حديثه فإنك لابد أن تغفر له من فترة لأخرى بعض المواقف، وبرأيي هنا تكمن براعة الكاتب.
عمل الكاتب على إظهار الجانب المظلم لدى شخصية همبرت، عمل على سبر أغوارها وكأنه يتحدث عن نفسه.
شخصياً أنا معجبة بالأدب الذي يظهر التناقضات البشرية، لأنها تظهر الكائن البشري كما هو في الحقيقة. جميعنا نحمل جوانب مظلمة في ذواتنا وكما في هذه الرواية فإن طريقة عرضها هي التي تجعلها مقبولة أو مرفوضة لدى العموم.