❞ فليس في الدنيا إلاّ رجل متروك أو امرأة متروكة، لأنّ القيد يطوّق معصمَي الشريكين في اللحظة ذاتها، لكنّه ذاتَ يوم يحرّر معصمًا ويُبقي الآخر مقيّدًا.
البحر خلف الستائر
نبذة عن الرواية
تتناول الرواية حياة "طارئ" مقيم في برج تتوفّر فيه عوارض العولمة من فقدان الخصوصيّة وغياب الدفء الإنساني، والوحدة القاتلة وسط زحام عبثي. هل تنجح سيّدة المسبح، أو تلك المرأة الآسيويّة، في انتشاله من ماكينة البرج العملاقة، واستعادة إنسانيّته المسلوبة؟عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 124 صفحة
- [ردمك 13] 9789953892702
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية البحر خلف الستائر
مشاركة من Arwa
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"البحر خلف الستائر- لعبة على شرف الهلال.....في علبة كبريت"
❞ أكون أو لا أكون؟ تلك هي المسألة، أيُّ الحالتين أمْثَلُ بالنفس؟ أتَحَمُّلُ الرجم بالمقاليع وتَلَّقي سهام الحظِ الأنكد، أم النهوضُ لمكافحةِ المصائب ولو كانت بحرًا عجاجًا ❝
من مسرحية هاملت- ويليام شكسبير (ترجمة: خليل مطران )
-لا عجب إن قلت بأن البشر مختلفون، ذاك شيء ثابت بسبب اختلاف البيئة وطبائع الحياة، يسهل إداركه من أصغر عادة "كإلقاء التحية" إلى أكبر فلسفة "البحث عن الهوية وسر وجودهم"، لكن بمرور الزمن ومع التطورات الحادثة -التي قاربت الثقافات وطباع البيئات المختلفة بشكل كبير - هل يتفق البشر على نهج واحد "من العادة إلى فكر"؟
-لهذا السؤال إجابتان، الأولى ببساطة لن يتفق البشر، فالعادة عندهم تغلب التجديد "وذاك ملاحظ في تفقد الطارئ للرجل العابس في تلك الرواية"، ومهما ألبستهم الحداثة وأكسبتهم عاداتها وأحكامها "كقهوة اللا أحد" ستأتي لحظة يعودون فيها لطريقتهم كما كانت لأنها مغروسة فيهم "كرائحة الدارفوري التي اكتشفها الطارئ في تلك الرواية". أما الثانية نتيجة الشد والجذب والاغتراب عن البيئة الأصلية، فإنها تؤثر فيهم وتنحت في مسيرة حياتهم محطات متشابهة يتفق فيها الكل، مهما كانت درجة تباينهم.
-وفي تلك الرواية -ومن خلال رمزية وجود البرج- كان هناك نقاطا عديدة خلفها صراع ابن آدم والحداثة "كما جاءت الرواية" يعيشها المرء بتفاصيل موحدة كما ذكرنا "كتفاصيل الغرف الموحدة"، أولها هي الحيرة والشتات الدائم "تصل إلى الحيرة بين الوجود والعدم -أكون أو لا أكون " والوقوف عنده دون الوصول ليقين أو الاختيار أصلا "ومنه جاءت حيرة الطارئ -بطل الحكاية- أمام الصقلية".
-يترتب على تلك النقطة نقطة أخرى يرى فيها المرء نفسه فريد عصره"لأنه لم يختر شيء" يختزل فيها فلسفة الحياة وحكمتها الممتدة أمامه "كما اختزل الكاتب حياة الحداثة في برج واحد" بواسطة انطباعات متكسرة "نتيجة سعيه الفطري في ابتعاده عن الكمال وتقديره للنقص في تهشيمه للأطباق الخزف" مما يتجمع حوله من أحاديث وانفعالات فلا يتمكن من مجاراة زمنه، وبمرور الزمن تتجمع تلك القطع الناقصة في توليفة عجيبة تكون أقرب لكشف الواقع والتعرف على الطبقة الأصيلة التي غلفتها طبقة التطور "كآنية النحاس المخضرة".
ملاحظة: من ذلك أتت لعبة ساقها الراوي/الكاتب لمشاهد عديدة في عرض نظرات متنوعة للمشهد الواحد "كمشهد المذيع وميكروفونه الغريب"، تعرض أمامنا فكرة أن التقيد مشروط بالاختيار "ومنه أيضا نرى عاشق فتاة الجري مقيدا بصوتها"، وترينا أن البطل في معظم الأحوال كان متفقا مع هاملت في حيرته بين التحمل والمواجهة، لكنه ظل واقفا عند سؤاله يشاهد تبعات اختيارات من حوله ...تقريبا
--البحر والستائر "عن تدافعات الرغبة "
"لبست رداء الدهر عشرين حجةً
وثنتين يا شوقي إذا خلع ذا البرد
عزوفاً عن الدنيا ومن لم يجد بها
مراداً لآمال تعلل بالزهد"
-إبراهيم عبد القادر المازني
- ولأن الجواب يظهر من عنوانه، كانت شخصية الطارئ المترددة بين رغبات واختلاسات وتطويع للفلسفة بصفته مركزا لنفسه -كاللمس الآثم- وبين ملل وألم وخواء شديد، متشابهة مع البحر المضطرب بموجه بين مد مداعب وانحسار، بل يتخطاه ليجد البحر أكثر هدوءا منه، لكنها نتيجة ما يقيده من حواجز وعقبات "منها نفسي ومنها شخصيات تعيش بتجربة مشابهة تجربته كالرجل الجمبري" تطمر هذه الرغبات ولا تظهر إلا من اختلاسات خفيفة حينا، متخذا من واقعه المادي "العمدان أو الواجهات الزجاجية" ستارة فتدور لعبته "كالمبارة بينه وبين أسرة شبيه بوذا أو لعبة اليوم المجاني"
-وفي أحيان أخرى تندفع تلك الرغبة بمحاولة يائسة ثائرة على ستارتها المادية، شاعرة بأن المكان جزءا منها متوحدا معها، فضلا عن اعتبار نفسها مركزا لكل شيء حولها كما ذكرنا سابقا، لنجد كسرا متعددا للإطار إما بشكل مطلق "كما فعلت فتاة الجري" أو كسرا للصورة وحسب كما صنع الطارئ فتاة بها نفس صفاته الطفولية يفرغ فيها بواعثه، إلا أن ذاك الكسر يفقد بريقه بعد ذلك فضلا عن كونه لا يحقق شعور الاكتمال، فيعود الطارئ/الإنسان، لمربع اليأس والألم، يغالب أحزانه وتغلبه، وكلما مر عمره، التجأ للزهد باعتباره الحل الملائم لما اكتشفه في تجربته كلها وعدم وصوله لمراده.
-- غزالة افتراضية أحيانا...
بالنظر لشخصيات "الصقلية وكاثرين والسيدة العجوز وفتاة الجري" نجد أنها تفوق سطوة صاحب اللعبة "الطارئ" رغم تمثيلها جزء بسيط منها، لأنها الشرر البسيط الذي يوقد لهيب رغبات الطارئ/ الإنسان "بتأويل افتخار الصقلية" ، وعليه كان تشابهها مع كارت الغرفة أو رجرجة المصعد منطقيا في نظري، فهي سريعة النفاد ما إن أفسدها الكلام، سريعة الشحن "بتعدد الشخصيات"، وكذلك تتنقل بين القوة والفتور أمام صاحبها، وفي أحيان تتفق في الجمود وانعدام الحيوية المرغوبة "لتكون رغبة انعكاس لرغبات الذات (من طرف واحد)" كما وجد من مالو/كريستين، وكاثرين
الخلاصة: عمل جيد، مرهق قليلا في فلسفته، وتتابع وصف المشاهد، إلا أنه يستحق التفكير عنده والتأمل، فضلا عن الاستمتاع ببراعة التنويع بين السرد والحوار "وإن كان من جملة حوارية بسيطة"