الإسلام والكبرياء البدوي سمتان ترفدان إحداهما الأخرى
البدوي الأخير: القبائل البدوية في الصحراء العربية
نبذة عن الكتاب
شكلت الصحراء العربية عبر التاريخ وحياً استلهم منه شعراء البادية قصائدهم. ولطالما قصدها رحالة غربيّون لتقصّي تاريخها وتاريخ القبائل التي سكنتها، وفك رموز شعرها البدوي وألغازه، والإطلالة من خلاله على ما اكتنف هذه البادية الغامضة من حروب القبائل وغزواتها، ومن مغامرات شعرائها. هذا الكتاب رحلة عبر فيافي الربع الخالي، يقوم بها رحّالة نهم لتحرّي تاريخ القبائل ونبش ماضيها. فمارسيل كوربرشوك، الباحث الهولندي، انغمس راضياً في حياة البدو وحفظ أشعارهم ونازلهم في قراءة الشعر بلهجتهم البدوية. وهو في كل ذلك كان يدوّن ما يشاهد ويسمع. كانت قبيلة عتيبة بداية بحثه، ومنها انتقل الى شمّر، ومن ثم إلى الدواسر. وفيما كان الدخول وحومل، لا يعدوان أكثر من اسمي مكانين قرأ عنهما الرحالة الغربيون في شعر امرئ القيس، وظلا غامضين دونهم، كان كوربرشوك أول غربي يطأ هذين الجبلين، ويتحرّى عن سر العلاقة التي تربط امرأ القيس بهما. في هذا الكتاب نقف وجهاً لوجه مع تفصيلات حياة البادية: النساء المحظور عليهن التخالط مع الرجال، تمييز القبائل بين العرب الأقحاح وغيرهم ممن وفدوا على الجزيرة، نظرة المجتمع البدوي المسلم إلى "الآخر" المسيحي الغربي، حروب القبائل في ما بينها طلباً للماء والرعي، ونظرة البدو، بشيء من القداسة، إلى اقتناء الخيول. إنها رحلة تزخر بتناقضات كثيرة ولافتة أعاد فيها كوربرشوك اكتشاف حياة قبائل البدو وخلقهم من جديد. . . . "يورد كوربرشوك في كتابه الذي عنونه بـ«البدوي الأخير» تفاصيل دقيقة عن حياة البادية اليومية، والخيول العربية، واللهجات والعادات الاجتماعية، والشعر النبطي، وأخلاق البدو، وتعاملاتهم اليومية، والعلاقة الوطيدة بين البدو وبين الصحراء. " عبد العزيز العنزي، ترحال.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2003
- 453 صفحة
- [ردمك 13] 9781855165199
- دار الساقي للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rwa
كان بيت امرؤ القيس هو الشرارة التي نقلت مارسيل من مكانه إلى الصحراء ليكتشف المعنى:
«قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ · بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ».
بمجرد أن قرأ المعنى وهو أنها أماكن في الصحراء، لم يرُق له أنَّ شطراً كاملاً غامض، فلجأ إلى البحث عن المعنى في الحقيقة.
فبدأ كل شيء من هُنا...
وعمله في السفَارة الهولنديَّة في عاصمة المملكة العربية السعوديَّة (الرياض) هو ما أتاح له الفرصة لتعلَم الشعر "النبطي" ولهجة البدو، وتحديداً في (النسيم).
ليبدأ بعدَ أربعة سنوات رحلة بحث عن بيت أمرؤ القيس في معلقته الشهيرة.
وبعدها كما قال: عرفتُ أنَّ كل شيء له معنى!!
أطلقت عليه البادية اسم "مرسال" وكما قال عنها "هذه ديرتي"، "أحس نفسي بدوي".
كانت رحلته ممتعة، يغوص في قلب الصحراء ويصل لأماكن لم يصل لها أحداً من "المستشرقين" لأنَّه اتجه جنوباً. فترى البدو كما يراهم على طبيعتهم، بأشكالهم نفسها دونَ أن يمدّ التمدن يده عليهم ليغيّرهم، كانَ يصف البدويّ الحق كما نعرفهُ هُنا حقاً. ولم يبخسه حقه.
فكما نعرفُ هنا في "السعوديَّة" البدو وأخلاقهم وكرمهم وكبريائهم وكل الصفاتِ الحسنَة التي تنبعُ من دماؤهم وقلوبهم، أرادَ ما رسيل أن يريها للعالم أجمع.
.
أمَّا عن البدويّ الأخير فكانَ هو الشَاعر "عبدالله الدندان".. رحلته مع هذا الشاعر مُذهلة، كما وصفُ "مارسيل" له في الكتاب وحفظه لقصائده وشرحه لها مذهل.
ووصفه للدندان بالبدويّ الأخير أبلغ وصف لأنَّه عاشَ حياة الباديَّة ولم يتعلّق بالحضارة، بل تزمتَ في بداوته فظلت نقيَّة بقيمها ومحفوظة في داخله يرفضُ أن تُنتزَع منه.
كما أنَّهُ لم يتزوج قط، واستعاضَ عن الغزل في النساء بالتغزل بمحبوبته الوحيدة وهي ناقته المفضلة "موجة"، سيدة الطرب السمراء ذات الوبر الفضيّ على رقبتها، كما سُميّ القطيع كله تيمناً باسمها.
البدوي الأخير "عبد الله بن محمد بن حزيم" من الدواسر . أمَّا "الدندان" فهو الاسم الفنيّ الذي أطلقه عليه أفراد قبيلته، فالكلمة مشتقة من الدندنة بجرسٍ موسيقي. فالأبيات تكاد تكون ملموسة عنده، وهي تأتي خافقة أجنحتها من كل حدبٍ وصوب -على حدِ وصف مارسيل-.
كما أنَّ نظم الشعر عنده هو فعل لا إراديّ، فالدندان وإن رغب فإنَّه لن يستطيع تغيير أبياته!
ومما قاله:
«أنا وين أدور لي مع ذا اللسان لسان
يعاون لساني لايبين الخلل فيه».
رحلة الكتاب كانت غنيَّة، مرحة أسلوب كوربرشوك فيه ساحر وخفيف..
أتمنى رحلة ممتعة لمن أرادَ أن يبدأه..
-
السعودي ابو عبدالله
صريح في كل شيء . في كتاباته ، في مشاعره . دفيق ومتمكن في وصف الحالة الاجتماعية والشخصية