ـ كثير من المثقفين العراقيين لم يجرؤوا على إخراج كتبهم التي تتحدث عن عراق صدام حسين إلا بعد سقوطه، لقد كانوا يخافون من نظام اشتهر بتصفية خصومه ومنتقديه ومن هؤلاء رفعه الجادرجي في كتابه بين ظلمتين ومؤلف سلالة الطين والمؤرخ حامد الحمداني وأخيراً هاديا سعيد، إن عزوف هؤلاء عن نشر كتبهم في ظل حكم صدام حسين يكشف عن الدور السلبي الذي تقوم به الأنظمة المستبدة بسلطاتها القمعية في وأد أي إبداع قبل تشكله.
ـ الكتاب يتناول فترة تاريخية تتوقف ببداية الثمانينات وعليه فهو لا يغطي المراحل الساخنة من حكم البعث بحروبها الكارثية الثلاثة.
ـ الكتاب في بعض أجزائه ممل وفي أجزاء أخرى مكرر.
ـ الكاتبة تقدم شبه اعتراف بأنها جبانة.
ـ تلاحظ الكاتبة أن الزي العراقي(الثوب والشماغ) اختفى تماماً من لبس المسؤولين الرسميين، لكنها بقيت تشاهد هذه الأزياء في القرى والأرياف العراقية على استحياء.
ـ زوج الكاتبة جليل حيدر(شيعي كردي) يبرز في ثنايا الكتاب وكأنه مقحم في السياق فبعد أن انتهت الكاتبة من وضع مؤلفها لعلها تفطنت أو نبهت إلى أن حضور زوجها فيه باهت ولا يتلاءم مع تأثيره في حياتها أو على الأقل مع عراقيته، فأعادت الكاتبة نثر اسمه في الكتابة بطريقة لا تخطئ القارئ الحصيف، وزوجها يبرز عبر بعض قصائده الجريئة التي ألقاها في بعض الأمسيات.
ـ رغم أن مؤلفة الكتاب قاصة بل وناقدة قصصية إلا أن كتابها يفتقد التشويق فهل الأحداث التي عاشتها في العراق كانت كذلك أم أني منحنت الكاتبة حجماً أكبر من قيمتها الحقيقية ولعلي تأثرت هنا ببرنامجها المميز في البي بي سي فتوهمت أنها طالما تنتقي قصصاً جميلة وتقرأها بشكل جميل فهي حتماً كاتبة قصصية جيدة.
ـ يشعر القارئ أن الكاتبة كتبت كتاباها بسرعة أو كانت في صراع مع الزمن لإخراجه.
ـ يبدو لي النصف الثاني من الكتاب أفضل بكثير من النصف الأول، وإن كان يغلب عليه الحس النقدي والعرض التاريخي للأدب العراقي، وكأنه مقالات للكاتبة عن الأدب العراقي ألحقته بكتابها الضئيل لزيادة عدد صفحاته.
ـ زيادة عدد صفحات الكتاب أمر يبدو أنه سيطر على ذهن الكاتبة فعملت على حشوه بقصص وأخبار وأحداث من هنا وهناك، بل إن الأمر تجاوز إلى اقتصاص صفحات من كتب سابقة لها وإعادة نشرها في هذا الكتاب!
ـ هذا الكتاب يصيبك بالغم وإن كان شيء ينقصه فهو التشويق إن متعة القارئ أثناء قراءته اختبار حقيقي لنفسه في القراءة! وأحسب أن الكاتبة أخفقت في مسعاها هذا، يبدو أن عجلة الكاتبة في إصدار كتابها انسحبت على مستواه، وقد يكون إعراضها عن البوح عرض آخر من أعراض سوء الكتاب.
ـ خلاصة قراءتي: كتاب شيء من الخوف العراقي لهاديا سعيد يروقك عنوانه ويشدك اسم كاتبه كقاصة ومذيعة ورئيسة تحرير مجلة لكنك عندما تقرؤه تصاب بإحباط حقيقي فهو لا يكاد يقول لك شيئاً لا تعرفه، والبوح الذاتي فيه محدود للغاية، وأسلوب الكتاب متواضع لا يليق بمبدعة ومتذوقة للأدب، إنه كتاب يهولك عنوانه وصاحبه لكن يسوؤك مخبره عندما تطالعه، إنه كتاب ممل ومحبط على الأقل مقارنة بما كنت تنتظره منه.