الفصل 2
تجربة طبيعية من التاريخ
في جزر تشاتام التي تقع على ُبعد خمسمائة ميل شرق نيوزيلندا, انتهت قرون
من الاستقلال نهاية وحشية لشعب «الموريوري», وذلك في شهر ديسمبر /كانون
الأول عام 1835 . ففي 19 / نوفمبر تشرين الثاني من ذلك العام وصلت سفينة
تحمل 500 من قبيلة «ماوري» مسلحين بالبنادق والفؤوس والهراوات, ثم تبعتها
في 5 / ديسمبر كانون الأول سفينة أخر تحمل 400 » من الماوري». وأخذت
مجموعات من «الموريوري» أصبحوا ً عبيدا لهم, وكانت تقتل كل من يعترض. وكان
بإمكان «الموريوري» الأكثر ً عددا أن يهزموا «الماوري» من خلال مقاومة منظمة,
غير أن «الموريوري» الذين كان عددهم يفوق مرتين عدد الغزاة كانت تقاليدهم
تقضيبحل النزاعات ً سلميا, وقرروا من خلال اجتماع لقادتهم ألا يردوا بالقتال وإنما
أن يعرضوا السلام والصداقة وتقاسم الثروات .
وقبل أن يتمكن «الموريوري» من تقديم عرضهم, هاجمهم «الماوري» بالجملة,
وخلال يومين قتلوا المئات وطبخوا وأكلوا الكثير من الجثث واستعبدوا البقية, قبل
أن يقتلوا معظمهم ً أيضا على مر السنين القليلة القادمة بما يتلاءم مع أمزجتهم.
أسلحة , جراثيم , فولاذ - مصائر المجتمعات البشرية
نبذة عن الكتاب
لماذا غزا اليورو-آسيويون الأميركيين والأستراليين والأفارقة الأصليين أو طردوهم أو أبادوهم، بدل أن يحدث العكس؟ في هذا الكتاب المزلزل، والذي أصبح أحد كلاسيكيات العصر، يفكك عالم الأحياء التطورية جارد دياموند بطريقة مدهشة النظريات المتأسسة حول التاريخ البشري، من خلال كشفه عوامل بيئية مسؤولة حقيقة عن الأنماط الأعرض للتاريخ. فهنا، أخيراً، تاريخ للعالم هو عن حق، تاريخ لشعوب العالم كلها، ورواية موحدة للحياة الإنسانية. تبدأ الحكاية قبل 13 ألف عام، عندما كان الصيادون وجامعو الطعام في العصر الحجري يشكلون سكان العالم كله. وحوالي ذلك التاريخ، بدأت مسارات التطور للمجتمعات البشرية في مختلف القارات بالتفرق جذرياً. وقد أعطى التدجين المبكر للنباتات والحيوانات البرية في الهلال الخصيب والصين وأميركا الوسطى والإنديز ومناطق أخرى، شعوب تلك المناطق سبق البداية. أما سبب ظهور القمح والذرة والأبقار والخنازير وغير ذلك من المحاصيل شديدة التأثير، في تلك المناطق بعينها، وليس في مناطق أخرى، قلما يتم فهمه قبل الآن، إلا بصورة غير كاملة. وتبين أن الأًول المحلية للزراعة والرعي تشكل فقط جزءاً من التفسير، ذلك أن مصائر الشعوب المختلفة، مختلفة هي الأخرى. وكان لانتشار إنتاج الغذاء المفرط في عدم تساوي نسبه، من تلك المراكز الأولية، علاقة كبيرة بمواصفات أخرى غير المناخ والجغرافيا، مثل الأحجام المختلفة والمواقع وحتى أشكال القارات. ولم تحصل سوى المجتمعات التي تجاوزت مرحلة الصيد وجمع الطعام، على مقدرة تطوير الكتابة، والتكنولوجيا، والحكومة، والأديان المنظمة، مثلما حصلت أيضاً على تلك الجراثيم القذرة والأسلحة القادرة على الحرب. وكانت تلك المجتمعات، المغامرة بحراً وبراً، وهي التي توسعت إلى أوطان جديدة على حساب شعوب أخرى. وتتضمن النماذج المعروفة حملات غزو للشعوب غير الأوروبية من قبل الأوروبيين في آخر 500 سنة، بدأت برحلات بحث عن المعادن الثمينة والبهارات، وكانت تنتهي في الغالب بغزو الأراضي الوطنية وإبادة سكانها المواطنين عن طريق الذبح والأمراض الدخيلة، وحدثت قبل ذلك عمليات إحلال سكاني مشابهة، وأقل معرفة لدى القراء الأميركيين، في جنوب شرقي آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء وغيرها من أنحاء العالم. ويعتبر كتاب "أسلحة، جراثيم، وفولاذ" إنجازاً رئيسياً في فهم المجتمعات البشرية، وهو، أي الكتاب الفائز بجائزة "بوليتزر" يدون الطريقة التي أصبح فيها العالم المعاصر وتقسيماته غير المتساوية على شاكلته الحالية. إنه عمل غني بالرؤى الدرامية التي ستدهش القراء حتى وهو يتحدى الحكمة التقليدية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2007
- 687 صفحة
- الأهلية للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفره
23 مشاركة
اقتباسات من كتاب أسلحة , جراثيم , فولاذ - مصائر المجتمعات البشرية
مشاركة من الشيخ
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ندى الغامدي
مهم لفهم تشكل العالم الذي نعيشه اليوم.
الكتاب عبارة عن تفسير أسباب تقدم حضارات في مناطق معينة على أخرى بناء على البيئة والجغرافيا.
حيث اينما وجدت الأنواع القابلة للتدجين، والظروف الجوية السامحة للزراعة، بدأ إنتاج الغذاء، وبدأ معه مشوار التحضر، ويؤكد ايضاً عدم التفوق الجيني للناس في مناطق تكون الحضارات.
أحسن الكاتب تفسير بدايات نشأة الحضارة، لذلك كنت انتظر منه تفسير أقوى وأكثر ترابطاً للأسباب التي أدت إلى استمرار الحضارة بالشكل الذي هي عليه اليوم، وهذا مالم أجده.