على امتداد أربع فصول المشكلة للعمل نكون أمام خط زمني يمتد من رحلة حلمي في الطيارة المتوجهة للكويت إلى لحظة محاكمته و على طول هذا الامتداد نجد تشضيا زمنيا فأحيانا نرجع إلى الماضي في فلاش باك أو تقفز إلى الأمام في رؤية استباقية للأحداث و كأن الكاتب يفتح قوسا و يغلقه في كل مرة يقوم بهذه العملية و هو هنا حاضر في المتن الحكائي بشخصه و بوعيه كشاهد و كمؤسس للحكاية في ما يمكن تسميته بالتخيل الذاتي الذي يستمد من السيرة الذاتية مشروعية الذات المرجعية.
نبدأ مع حلمي أستاذ اللغة العربية بإحدى القرى المصرية الباحث عن حلمه بالثروة التي ستمكنه من الحصول على بيت مستقل لأسرته الصغيرة و كذلك ليهرب من تحكم الاب الذي رفض فكرة سفره و الذي سيصبح الصوت الذي سيتكرر في أذن حلمي في كل فشل يواجهه في غربته و في كل مرة يبتعد حلمه بالإلدورادو الخاصة به و في كل مرة يواجه العنصرية و في كل مرة يُسْحَقْ بالعوائق أمام ترسيم وجوده في المجتمع الكويتي .
العمل المكتوب بلغة سلسة هو شهادة إنسانية للوضع الذي تعيشه العمالة الوافدة على الكويت من استلاب للذات و اغتراب عنها و هي شهادة ترفع القبعة للكاتب على شجاعته و حسه الإنساني و توثيقه لما عاشه في عمله الميداني.
عمل أرشحه للقراءة و بقوة 4.5/5