لا اعتبر ما سأكتبه هنا مراجعة (ريفيو) عن كتاب "اسطورة سيزيف" لـ كامو بقدر ما هو عبارة عن بعض الأفكار العابرة التي راودتني خلال قراءته، فكتابة المراجعة تحتاج إلى أن يكون القارئ قد استوعب مضمون الكتاب كاملًا او بدرجة تسمح له بالكتابة عنه وهذا ما لم يحدث معي لأسباب مختلفة >
- كانت بداية قراءتي مع ألبير كامو روايته "الغريب" والتي رغم قدرته البارعة على رسم شخصية اللامبالي او شخصية "اللامنتمي" كما اطلق عليه "كولن ولسن" إلا إن الرواية كانت واضحة بعض الشئ، اسلوبه ليس صعبًا وبالتأكيد بترجمة واضحة، اما هنا مع أسطورة سيزيف فنحن أمام عمل مرهق جدًا، ليس رواية كما كان يظنه البعض، كتاب يحاول من خلاله مناقشة وحل مشكلة "الإنتحار" عن طريق دراسة اللاجدوى والعبثية وتأثيرهم على حياة الفرد ومقارنات فلسفية مختلفة.
- في بعض الأحيان كنت اعيد قراءة الجزء لأكثر من مرة لاحاول ان استوعب ما يريد قوله ولكن لأنني لست قارئة جيدة في الفلسفة عامة والفلسفة الوجودية خاصة شعرت بكثير من الضياع، وفي أحيانًا أخرى يجذب تركيزي بشكل كامل وأستوعب كل ما يريده كاملًا.
- عندما تحدث عن تفكير تلك الشخصيات التي تصل بتفكيرها للانتحار وحاول وصفها وجدتها كما وصف ولسن شخصية "اللامنتمي" في كتابه الذي يحمل نفس الاسم، فمن قرأ الكتاب يعرف ان هناك نوع من اللامنتمون يصلون للإنتحار وقد تحدث عنهم ولسن باستفاضة في كتابه، وهنا مع كامو شعرت في بعض الأجزاء كانه تكمله لبحث ولسن .
- يقول كامو:
"إذا كانت هذه الإسطورة تضم مأساة فذلك لأن بطلها مدرك"
وقال في جزء أخر:
"أوديب يطيع المصير في البداية دون أن يكون عالمًا به، ولكن منذ اللحظة التي يعرف فيها تبدأ مأساته"
وتكررت نفس الفكرة لأكثر من مرة وكأنه يؤكد على خطورة الإدراك !!
- الترجمة كانت صعبة، وربما كانت سببًا أيضًا في صعوبة فهم المحتوى ..
- الكتاب جيد جدًا ولكنه يحتاج قراءة اخرى بترجمة مختلفة او بعد القراءة قليلًا في الفلسفة ليزيد استيعابي لمحتواه
- سأختم بما قاله كامو
" سأترك سيزيف عند قاعدة الجبل.. فالمرء دائمًا يجد عبثه ثانية !!"
6 / 7 2017