يااااااااه يا سعد مكاوى. من أين تأتى بهذه العذوبة و كيف ترسم المشاهد رسما و كأننا نراها رأى العين. من أى نهر للبلاغة تتدفق كلماتك بسيطه فى غير تكلف و لكن بديعه ساحرة هادئة كليل الصيف و كلون الأصيل.
كيف فاتنى أن أقرأ لك قبل ذلك و كيف وفقت فى أن أبدأ بهذه الرواية الرائعه.
كيف استطعت فى مائة و ستين صفحة صياغة جريمة و قصتى حب و عرس و عشرات اللوحات و الخواطر و العقد و حلولها. كيف اختطفتنى حتى أننى لم افتح الكتاب الأخر الذى جهزته لأقرأه بالتوازى معك.
01
و إذا بحياة اللوحة تنساب إلى الوجود فى حالة من الاستغراق الكامل. و بدون وسيط من الوعى. فيتخلق على القماش البكر صقر يأكل عين كروان أو نبات طفيلى يتسلق أصائل الشجر الكريمة و بلابل على الأرض صريعه ثم فجأة يظهر رأس انسانى تستبين معالمه و تحتل مكانها البارز فى صدر اللوحة صدغ صفيق تعلوه عين ثعبانية صفراء تومض بالشر و الخطر و قفا طويل غريب التكوين.
02
الحياه صعبة. الإنسان قدماه فى التراب و قامته منتصبة و أمامه الثعبان و فى يده البلطة و فى قلبه الصراع. و النهاية مجهولة حتى أخر لحظة ... و بعض الناس تجبره ظروفه على أن يخوض المعركة من بدايتها الى نهايتها و ليس فى يده بلطة و لا عصا و البعض تحتضنه الأفعى فينام فى حضنها منكسرا مستدفئا بهزيمته.