" اسقنا ووحدنا واهدنا أن نتلاقي ونتواصل
واسقي معي كل العطاشى ولا تسقني وحدي
واسقنا من عين وجودك ومن معين جودك "
خرجا الصديقين معا .. اختلفت اسبابهم ولكن كان الدافع واحدا وهو الهروب من أرض النباتات المتسلقة والقلوب الميتة .. كانا يبحثان عن ارض لا تسودها طفيليات تفترس حياة الاشجار المثمرة ، أرض فيها قلوبا حية تستطيع ان تكلمهم ويكلمونها حتى ولو كانت فى قلب الصحراء حيث لا يوجد سوى العدم والكلمة التى تستطيع تحويل الارض المقفرة للى جنات ينمو فيها الازهار وتتفجر بها العيون وتمرح فيها الغزلان .. احدهم لم يمتلك صدق الارادة فتوقف فى منتصف الطريق بين الوصول والرجوع والاخر كان صادقا فيما خرج للبحث عنه فستطاع ان يرى بداية الضوء حتى ولو كان واهنا ضعيفا .. ثم ما لابث ان بدء يقوى ويقوى وينفذ الى داخل روحه من خلال صحبة لا سيد فيها من البشر على الاخر .. صحبة كان ارادتها هى ملء الروح بنور الجمال وبيقين الحقيقة ..