طبيعي جدا أن نضرب من يضربنا، وأى واحد منا لو ضربه واحد فسوف يضربه، وربما يقتله، فمن منا يمكن أن يتحمل المشى فى البلد بينما العيال
يشيرون إليه ويصرخون بأصواتهم المسرسعة أنه مضروب، وأنه لم يقدر أن يضرب؟ ومن منا يمكن أن يصبر على كلام الحريم فى البيوت عند تجمعهن فى فرح أو جنازة وهن يخضن فى سيرته، ويعايرنه بأنه جمل "ناخخ" أو أنه ثور واقع؟
المسألة شائكة، لكف ليس ليا سوى إجابة واحدة، إجابة واحدة واضحة، إجابة ساطعة سطوع الشمس المبهرة، لا مفر من الضرب وأخذ الثأر، ومن أجل ذلك نعمل ما بدا لنا، نذبح الدواجن والنعاج والبقر والجاموس ونعبئ بلحومها أذرعتنا ونصرع من يضربنا، نشحذ أسنة مناجلنا ونرهف شفرات فؤوسنا ونحش بها رقبة من يضربنا، ننظف مواسير بنادقنا، ونملأ خزائنها بالرصاص، ونربض فى طريق من يضربنا، لابد من تخير وسيلة ما ضده، هذا هو حل المسألة ببساطة.
الصنم
نبذة عن الرواية
أنا "مرز"، بطل هذه الرواية التى بين يديك أيها القارئ الكريم، ربما لأنى لم أتكلم داخل الرواية سوى بضع كلمات قليلة، أتدفق الآن فى كلامى معك، ستعرف أنى عملت أعمالا عجيبة، وعظيمة، تليق بمصلح اجتماعى كبير، وأحببت زوجتى "جوهرة" كثيرا، خاطبت الناس فى نجعى بصمتى المحب، وأفعالى الساحرة، ولم أهتم كثيرا أو قليلا بصوتهم الجمعى، هذا الصوت الذى يحاول دائما أن يهمشنى، بينما، فى قرارة نفسه، يفيض إعجابا وانبهارا بأعمالى التى عملتها، أيها القارئ لبعض سيرتى هنا، أنا رأيتك من خلف سحابات الغيب، وأحببتك جدا، أعمالى هذه أهديها إليك، كما أنى بالغ ذرى المحبة لك، للدرجة التى تجعلنى أمنحك روحى ولا أبالى، فقط إقرأ "الصنم"، وضع "مرز" فى المكان اللائق به كأحد القديسين العظماء، جاء إلى العالم، وعندما رحل منه لم يرحل قبل أن يترك أثره الخالد، ثم صلِّ من أجل "جوهرة"، زوجتى التى عشقتها كما لم يعشق عاشق من قبل، وربما من بعد.عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 183 صفحة
- [ردمك 13] 9789177910039
- منشورات الربيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية الصنم
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
رواية جيدة جدًا، ينتقل بنا من خلالها أشرف الخمايسي إلى واقعية سحرية فريدة جدًا خاصة بالريف المصري، عبر شخصية" مرز" العجيبة، التي لا نعرف من تفاصيلها الكثير، ولكننا نتعجب مع الرواي حول حكاياته العجيبة، رواية قصيرة ولكنها على قصرها دالة على البراعة السردية التي يتمسز بها أشرف الخمايسي ..
...
وكانت المفاجأة بالنسبة لي أن تعريف "مرز" بنفسه المكتوب هنا على صفحة الكتاب غير موجود في أصل الرواية، وكأنه حديث "مرز" خارج سياق الرواية أصلاً .. وفيه يوضح "مرز" موقف بشكل مباشر، كونه رافض للصوت الجمعي الذي يهمشه ظاهريًا بينما يعجب وينبهر بمواقفه وتصرفاته التي تفوق الخيال .. لاسيما مع ذلك التمثال /الصنم .. لزوجته "جوهرة" ..
...
شكرًا أشرف خمايسي،
وفي انتظار عملك الجديد القادم
-
Ghada Moussa
يدهشني قلم الخمايسي دائما، ويحفزني بحثا عن المعنى الكامن وراء كلماته... الصنم من اوائل اعماله، وقد قرأت له انحراف حاد ومنافي الرب،وهما من اجمل ما قرأت لأديب مصري معاصر، وقد سحرتني هذه النوڤيلا بنفس الدرجة وربما سأقرأها مرة اخرى.