يحدث بين الحين والآخر أن تقرأ كتاباً يفتح نوافذ جديدة في عقلك، يريك الأمور من زوايا مختلفة لم تختبرها سابقاً أو كدت، وينفض غبار أسئلة لطالما دارت في ذهنك فبحثت عن إجاباتها حيناً ووضعتها على الرف أحياناً أخرى، وفي الوقت نفسه يطرح أسئلة تحثك على مزيد من البحث وتستوقد أفكاراً جديدة لم تكن قد خطرت على بالك من قبل، وتنزع ثوب القداسة عن أشياء ظننتها يوماً من المسلمات
كان هذا جزءاً من الأثر الذي تركه فيّ كتاب “زمكان” لثروت الخرباوي. راوية تمزج بين الواقع والخيال، بين شخصيات حقيقية وأخرى متخيلة فتنقلها إلى زمان غير زمانها ومكان غير مكانها. فكرة الانتقال بالزمن ومفهوم الزمن نفسه، على تعقيده، كفيلة بجذبك لمواصلة القراءة قبل التبحر في الأفكار المهمة التي يطرحها الكتاب في سياق روائي على لسان شخصيات أبرزها الإمام أحمد بن حنبل. مسائل الموت والحياة والكفر والإيمان والفتنة والعلم والجهل، وأفكار تتحدى أفكاراً تقليدية أخذ بها جموع من المسلمين وقبلوها دون نقاش خوفاً من الوقوع في الإثم وحتى الكفر، وكأنّ التفكير أصبح كفراً.
عاصفة الأفكار التي أثارها الكتاب في ذهني ذكرتني بقول الكواكبي في “طبائع الاستبداد” إنّ الدين تحول من وسيلة إلى تحرير العقول إلى وسيلة لاستعباد العقول.
فيما يلي بعض المقتطفات التي استوقفتني في الكتاب. تظليل بعض الأجزاء لا يعني أنها وحدها التي تستحق القراءة، وإنما لإبرازها والإشارة إليها فقط
المقتطفات موجودة في صفحة مراجعة الكتاب على المدونة: ****