اقتباسات من كتاب المحيط الأسود

منذ أن يضع الإنسان إلهه موضع دفاع وحماية، يبطل هذا الإله أن يكون غاية. يصبح مجرد وسيلة للإنسان يدافع بها عن مصالحه هو.

ماضيًا، كانت الأفكار، الكتب، اللغات هي التي تنتشر.

حاضرًا، تنتشر أفكار السوق والمال والهيمنة

كل مجتمع لا يؤسس له الكلام الحر، لا ثقافة له غير الطغيان. كل مجتمع هذا شأنه، يحيا دون مستوى جوهره الإنساني، ويخون إنسانيته.

إن انعدام حرية التعبير في المجتمع ليس مجرد دليل على فقره إلى الحد الأدنى من الإنسانية وإنما هو إلى ذلك دليل على شيخوخة الفكر وشيخوخة اللغة

كل سائد سبات.

لا يقظة إلا في تصديع السائد، وفي الخروج منه

الدخول في ما لا يمكن قوله هو الذي يعطي للكتابة حضورها المتوتر، المضاد، وهو الذي يعلو بها لكي تكون في مستوى الكائن الإنساني، وفي مستوى الوجود

إنّ منع الكتاب كمنع الرغيف: تجويع

إذا أردنا أن نتغير حقاً فلا بد من أن نغيّر الإناء: لا بد من نشوء بنية فكرية جديدة، جذرياً.

إن أعظم الأفكار، حين يتبناها عقل لم يتحرر هو ذاته، من بنيته وأصوله المغلقة، المطلقة، الواحدية، لن تكون إلا انغلاقاً وظلاماً.

فالأفكار الأكثر تقدماً تصبح، حين يمارسها ذهن متخلف، الأفكار الأكثر تخلفاً.

انّ التغيّر السياسي في المجتمعات المتخلَفة لم يعد وحده كافياً، وإنما يلزمه التغيّر الثقافي الشامل. فالشعب الذي لا يملك حضوراً ثقافياً فعّالاً، لا يمكن أن يكون حضوره السياسي فعّالاً. فلا سياسة عظيمة دون ثقافة عظيمة

لا ماء يغسل جسد الواقع،

كماء الحلم

-لماذا لا تكتب عن الطفولة؟

-لا أستطيع. الطفولة قبول واثق مطمئن. امتلاء ويقين. واليقين مكتف بذاته، لا يقول إلا نفسه.

تبدأ الكتابة من النقص، من الفراغ، من الموت

تبدأ الكتابة من النقص، من الفراغ، من الموت

يقال عن التصوف، في النقد الشائع، إنه هروب من الواقع. وهذا خطأ. فما يسمى هروبًا إنما هو وسيلة لخلق مسافة بين المتصوف والواقع، تمكنه من رؤيته ومعرفته بشكل أعمق وأشمل

ما لا يمكن قوله في المجتمع العربي هو بالضبط ما ينبغي على المبدع، في مختلف الميادين، أن يقوله.

دون ذلك ستظل الكتابة في هذا المجتمع، (وتبعا لذلك، ستظل الثقافة) ناقصة، وجزئية، وسطحية، ومستعبدة، بشكل أو آخر، قليلًا أو كثيرًا