أعتقد أن هذه الرواية يمكن إدراجها تحت تصنيف أدب الناشئة، أسلوبها الكتابي والمضمون وإذا صحَّ القول "نظافة النص" بالتأكيد سيشد/ملائم لهذه الفئة العمرية، وإذا قصدت المؤلفة غير ذلك فأعتقد أن عليها أن تعيد التفكير في توجهها.
ما شد انتباهي في هي هذه الرواية العلاقة بين طبيعة النص ومن كتب النص، بصراحة تيمه لا تكفيها خمس نجوم؛ تعودنا يا سادة يا كرام على أدب "الزعيق" كما أحب أن أطلق عليه من الكاتبات العربيات اللاتي ينحصر موضوع كتاباتهن في الحب، والحب، والحب.... والخيانة وإفراد الصفحات التي لا تنتهي للبكاء والزعيق من وضع المرأة في مجتمعاتنا العربية، قد يقول البعض هذا الواقع، وسأقول ماذا فعلن بكتاباتهن للخروج من هكذا الواقع؟! أعتقد أن الأدب النسوي العربي قد تكلم عن هذه القضايا أكثر من اللازم، شخصياً عند قراءة هكذا نوعية من الروايات شعور التقزز والنفور لا يفارقني وسؤال ملِّح "ألا يسئمن؟!!"، يكفي قراءة أي رواية لمعرفة أن كاتبتها امرأة عربية بسهولة كبيرة دون الحاجة لكتابة اسمها على الرواية، لم أقرأ كثيراً ولكن فيما قرأت باستثناء رضوى عاشور لم أعرف كاتبة أخرى ابتعدت عن "تيمه الزعيق" واقتحمت الأنواع الأخرى.
في هذه الرواية تخيلوا أن كاتبة عربية دخلت مجال الخيال العلمي!!! نعم نعم الخيال العلمي لتنسج خيوط روايتها من "تيمه خيالية" بالقياس مع قريناتها، بدأت بداية موفقة جداً شدتني كثيراً لمعرفة "ماذا سيحدث لاحقاً؟" من خلال أسلوبها السهل والمشوِّق ويستمر الرتم التصاعدي حتى تصل تقريبا لمنتصف الرواية وينتهي "خيال" الكاتبة وتصبح الرواية مباشرة ومتوقعة وخالية من الخيال الكثيف التي بدأت به ويكثر بها ذلك النوع من الوعظ الديني الذي سأتجرأ وأقول: لايستهويني، وتتغير المعادلة لتصبح "متى تنتهي الرواية؟".
رغم ذلك يحسب لها أنها كتبت وحلَّقت خارج سرب قريناتها، أعتقد أن لها مستقبلاً فالموهبة والجرأة لا تنقصها أبداً.
رواية لا بأس بها كادت أن تعجبني، نجمتان ونصف.