قرأت هذه الرواية بناء على طلب من الأبجدية أماني، لا أخفي أني تفاجأت من نوع المضمون الذي يختلف بأبطاله وقيمه عما اعتدنا عليه من الكتّاب العرب. تدور القصة حول علي وسارة؛ علي الشب الملتزم الذي يحب عائلته ويطبق أحكام دينه في كل صغيرة وكبيرة، وسارة الفتاة التي أضاعت دربها وحادت عن دينها وتقاليدها المصرية لأنها عاشت جل مراهقتها ودراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تلتقي سارة بالمهندس علي في صدفة غريبة عندما أنقذها من يراثن شباب طائش، ومن ثم تلتقيه مرة أخرى في منزل أبيها لتتفاجىء أنه الذي سيشرف على تجديد ديكور المنزل. كون سارة متحررة، فلقد استفزها علي (ذو اللحية السوداء) والذي يعتبر لباسها وتصرفاتها خاطئة، كما لا ينظر إليها عندما يخاطبها والذي اعتبرته تشددا لا معنى له وقلة احترام لها.
ولأن سارة تعشق عملها في مركز الابحاث فيما يتعلق ب "الإرهابيين" على حد قولها، فقد وجدت في علي العينة الحية التي ستحقق بدراسته نجاحات هائلة، وحاولت أن تغريه بالمال ليقبل أن تقوم بدراسته ودراسة تصرفاته، إلا أنه يأبي. فتلجأ بطريقة أغرب وتجبره على الزواج منها فيكون لها ذلك.
يفرض علي عليها بصفته الزوج طاعته في كل شيء، فيطلب منها تغيير لباسها وارتداء الحجاب، وتمضي الأيام وهما سعيدان جدا بحياتهما الزوجية إلى أن يكتشف علي أن مهمة المركز الذي تعمل فيه سارة مشبوهة نوعا ما، فيتصل بصديقه الضابط الذي يؤكد شكوكه كون سارة ابنة لواء في الطيران الجوي المصري.
وحتى لا أطيل بالتفاصيل وأضيع عليكم قراءة الرواية نفسها، تتأكد شكوك علي وصديقه الضابط بأن سارة ضحية لغسيل مخ وأنها وسيلة لمركزها لاختراق أمن مصر والحصول على معلومات بالغة الأهمية، وتجري الأمور بطريقة دراماتيكية تنتهي بإنقاذ علي لسارة بفضل صديقه الضابط واستقرارهما مرة أخرى في مصر، وبدء صفحة جديدة في حياتهما.
مأخذي على الرواية:
1. عدم ترابط الأحداث (أي الحبكة مفقودة وفي بعض الأحيان بسيطة جدا ولا ترتقي للمستوى المطلوب)
2.تصوير علي -كونه متدين- بأنه أقرب للملاك وبأن تأثيره طاغي ولا يُعصى له أمر، وخصوصا في حالة سارة التي كانت تمقته بشدة وكانت في غاية العناد ومن ثم استسلمت له بسهولة دون نقاش -وهنا لم تتدرج، فقد أطاعته سارة مباشرة-
3. سردها بعض التفاصيل في مواضع لا تستجوب ذلك، وعدم سردها لتفاصيل ضرورية في مواضع آخرى
4. وجود الكثير من الأخطاء الإملائية، وبعض الصيغ التي لا يجب أن تستخدم في الروايات وتصلح فقط لقصص الجيب الصغيرة المختصة بالمغامرات.
5. التصوير النمطي بأن مصر أفضل من الولايات المتحدة في المجال الإستخباراتي، وهنا التعليق ليس للإستخفاف بمصر ولكن الحق يقال انه في بعض المواضع كان هنالك استهتار بالقدرات الأمريكية وهو أمر غير واقعي.
6. لم تلعب الشخصيات الثانوية دورا كبير في تطور الشخصيتين الرئيستين، فكان وجود بعض الشخصيات كشخصية سماح، شقيقة سارة لا معنى له مطلقا.
أما ما أعجبني بالرواية:
1. بعد الرواية عن الكلمات والمواضيع البذيئة والتي اعتدت أن أراها في الكثير من الكتابات.
2. إبررزها لبعض القيم الرائعة الموجودة في ديننا الحنيف من خلال شخصية علي المطبق لها بطريقة جميلة - وإن كان التمسك ببعضها مبالغ به وليس بالطريقة التي يوصينا بها ديننا-.
3. فكرة الرواية ككل جميلة.
تحتاج الرواية إلى التحسينات، ولكنها جيدة للقراءة بشكل عام.