الطريق إلى الرواية السيئة والمملة مفروش بالنوايا الحسنة!!
هذه رواية تود أن تتحدث عن الموت، مثلاً، وتريد أن تشير من طرفٍ خفي إلى أثر الديكتاتورية والنظام القمعي في وأد الأحلام وتدمير الشخصيات، بل ولا بأس أيضًا في انتشار الرذيلة والشذوذ، وعدم الشعور بالقيمة!
هذه رواية تريد أن تحكي سيرة كئيبة لأسرة محطمة ويائسة وفاشلة تمامًا!
ولكنها لم تنجح ـ في رأيي ـ إلا في أن تصيبني بالملل الشديد!
في البداية ـ أول 50 صفحة ـ كنت متعاطفًا مع أول شخصية بدت في الرواية بشكل واضح .. "سوسن" إلا أن الراوي ـ والذي هو للمصادفة الغريبة مشارك وراوٍ عليم في الوقت نفسه ـ بدأ يضيف على هذه الشخصية وعلاقاتها بالرجال ما يجعلك تمل منها، ولا تتعاطف معها، بل ولا تفهم ما تفعله أصلاً، ثم جاء "نزار" ورشيد" ليزيدا الطين بلة !!
الغريب في الرواية أن الراوي يحكي ويعرف ما يدور ل كل الشخصيات التي ترد ـ ولو بشكل عرضي ـ في الرواية بطريقة تبدو غير مبررة!!
ولكننا إذا تجاهلنا هذا الأمر سنفاجئ بالتكرار، والتفاصيل عديمة الفائدة التي تحدث لكل الشخصيات على اختلافها!
بالمناسبة، حاول الكاتب ـ فيما بدا لي ـ أن تبدو الرواية أكثر تماسكًا في الفصلين الأخيرين، وأشار ـ مشكورًا ـ إلى مغزى ومعنى عنوان الرواية (لا سكاكين في المطابخ) والذي يشير إلى رغبة الناس في قتل أنفسهم تخلصًا من هذه الحياة الكئيبة، إلا أن الحكايات تفلت من بين يديه مرة أخرى!
...
لا أعلم ـ يقينًا ـ كيف ولماذا حصلت هذه الرواية على جائزة "الجامعة الأمريكية"/نجيب محفوظ
ولا أعلم طبعًا سبب بقائها في القائمة القصيرة لـ بوكر ..
...
هذه من الروايات التي تقول لقارئها دعني!
....