لا أجد كلامًا يكتب أو وصفًا أصف به هذه المعجزة اللغوية، فالعلامة شاكر كان له اليد الطولى في البلاغة وسحر بيان اللغة، لا أحصى عددَ المراتِ التي قرأتُ فيها القوس العذراء، وكل مرة أنفعل معها ويكأنها المرة الأولى، وفي كل مرة أفهم أشياءً جديدة، وتحملني أبياتها إلى آفاق اكتشفها. القوس العذراء هي رائعة الشعر العربي بلا أدنى شكٍ عندي، يتنقل بكِ الشاعر فيها بين ثنايا النفس البشرية حبها وضعفها وندمها.
وبرغم ما تم من دراسات عنها وعما حوت من بديع البيان، إلا أني - وكذا كل منصف - أرى أنَّها لم توفَّ حقها من الدراسة، بل إن دارس الأدب العربي، وخصوصًا الشعر، إن لم يتعرض لها بالدراسة والتحليل فقد فاته - في رأيي - أكثر من نصف الأدب العربي الحديث، ولازلت عند رأيي الذي تكون مذ أن وقعت عيني عليها، أن الشعر العربي الحديث عجز عجزًا تامًا عن الإتيان حتى بما يدانيها.