لم يعمد العقاد لتقديم ترجمة عن حياة ابي نواس او نقد ادبي لشعره بل دراسة نفسية للابانة عن طبيعة شخصيته وتعليل مناحي سلوكه الشاذ والغريب وانحى باللائمة على نرجسية الشاعر فلا زندقة عند صاحبنا ولا فلسفة وكل ما عنده ولع بالظهور ، وضعف عن مقاومة الغواية حيث اتخذ من فجوره ونقائصه مفخرة يباهي بها من يتورع عنها لوازع ديني او اخلاقي وتلك خديعة الطبع الضعيف حسب العقاد .
شكلت دراسة الشخصية النموذجية التي كان يتمتع بها ابو نواس فرصة للعقاد لاظهار مقدرته على التحليل النفسي والاجتماعي واظنه كان مقاربا للصواب في اغلب هذا التحليل .
" وبعد فهل زادت عيوب ابي نواس مقدار الرذيله في الدنيا ؟، ان المقدار ليختلف هنا مع المقدرين ، ولكنهم لا يختلفون فيما زاده من ثروة النفس والبيان "