هو آخر ما كتب المفكر أحمد أمين في سلسلته عن الإسلام فجره و ضحاه، و ما أستوقفني هو استرسال الكاتب من موضوع إلى آخر دون تبويب أو فصول، فبدا الكتاب كملخص أو خواطر بحثية متتالية بدون هوامش.
أسلوب لم أعهده من قبل و يتطلب مجهودا شخصيا للتقسيم الذاتي للكتاب حتي يسهل استخلاص رسالة و أهداف الكاتب.
يمكن التفصيل إلي أجزاء متتالية ، الجزء الأول يتناول مبادئ الإسلام كعقيدة و رؤيته كرسالة سماوية في الهداية و البلاغ عن طريق الرسول صلي الله عليه وسلم .
تلاه الجزء الثاني و يتناول تاريخ الدولة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بداية بعهد الراشدين و حتي الدولة العثمانية .
الجزء الثالث يعرض أسباب النهضة و التقدم ثم أعراض التأخر و التخلف عن ركب الحضارة، مستعرضا أطماع الإستعمار و أساليبه في الحرب علي تحرر المسلمين من التبعية و الإنقياد.
الجزء الرابع يقارن فيه الكاتب بين الشرق و الغرب و تمايزهما حيث مواطن القوة و الضعف في كليهما و علاقتهما عبر عصور النهضة و الاضمحلال نهاية بالاستعمار.
ختم الكاتب خواطره برؤيته عن مستقبل العلاقة بين الشرق و الغرب و تأثير ذلك علي الإنسانية بالعموم.
تكررت الأفكار بالكتاب و تضاربت أحيانا- في رأيي- نتيجة الاسترسال بصورة مقالية طويلة.
الكتاب رؤية شخصية و ملخص لحال المسلمين حتي منتصف القرن العشرين - حيث زمن إصداره - قبل إستقلال كثير من الأقطار الإسلامية حول العالم.
توقع الكاتب صداما عالميا ثالثا -بعد الحرب العالمية الثانية- كنتيجة حتمية للاختلاف بين الشيوعية و الرأسمالية، أو نتيجة الصراع بين عقلانية و علوم الغرب من جهة و روحانية و تدين الشرق من جهة أخري.
و هو ما شهدناه بصور مختلفة عبر القرن الواحد و العشرين.