أطال سرد ذكريات الطفولة من ترحها ومرحها
فـ ظننت وصفه لن ينتقل به لشبابه ..
ثم ما لبث برهة يتحدث عن فترة شبابه حتى انتقل
إلى مرحلة الكهولة يضنيها وصفاً ودفاعاً
مللتُ جزعه من الموت، واسترساله في مدح تشبث العجائز بالحياة !
و شككتُ بلحظات عن المغزى الحقيقي من كتابه؛
أهو سيرة ذاتية أم إرهاصات فكرية !
بدأت بقراءة الكتاب لأعرف من هو المازني ،
ذاك الاسم الذي تردد ذكره بأكثر من كتاب طالعته،
وانتهيت من قراءته ولم أعلم عنه سوى من فقرة اعتراضية وردت ؛
أنه اشتغل بالصحافة وقدّم المساعدة لمن أعتقل من طلابه،
اللهم إلا طفولته العادية وكهولته التي تماثلها وإنجاز في عمله كـ معلم.
وأعجب من جرأة إنسان على المجاهرة بالمعصية،
والإطناب بوصف عثراته الخلقية وإن سماها بغير اسمها تخفيفاً لوقعها على النفس !
فإن تعثر الكاتب بما لا يليق بمسلم في مرحلة الصبا والشباب،
فما الداعي لتخليد عثراته في كتاب !
ألا يوجد بتاريخه إنجاز أحقّ بتخليده من ذاك العبث ؟
لأني أحب الكتابات التي تحفزني لتصفح المعجم؛ استمتعتُ خاصة بلغة الكتاب
؛ تلك التي يحتاج العربيّ المعاصر معها للمعجم ليدرك معنى الجملة..
-إلا من رحم ربي-
تلك الفصحى التي افتقدنا عذوبة ألفاظها
منذ أن اقتصرت أغلب كتاباتنا عامة والأدبية منها خاصة
على السرد بلغة الصحف ونشرات الأخبار.