التنويريين الجدد، هو محتوى هذا الكتاب القيّم. الكتاب تنبيه هام لكل ذي رأي للاحتياط التام لكل دعوات التنوير أو دعوات حريّة الفكر وحريّة التعبير لما تخفيه بعضها من أهدافٍ غير شريفه، بعضها عنصري، وبعضها يتم عن جهل من هؤلاء الدعاة الذين أطلقوا على أنفسهم تنويريين وبعضها الآخر تقليد أعمى بدون أن بذل أيّ مجهود في فهم الغاية الأساسية من هذه الدعوات.
الفصل الثاني في الكتاب، وهو أفضل ما فيه، تفنيد لنماذج من هؤلاء التنويريين المقصودين. طه حسين، كمثال يطرحه جلال أمين، والذي عاد من فرنسا محملاً بأفكار غربية لا تقبل التطبيق في المجتمع المصري والعربي وبدأ انطلاقاً من فلسفة ديكارت بالشك في كل شئ لمجرد أنه قديم حتى وصل به الأمر إلى الشك في آيات القرآن الكريم، وادعاء أن الشعر الجاهلي نُسخ بعد الإسلام حتى يُلصق بالإسلام فكرة أنه أخرج الناس من الظلمات إلى النور.
النموذج الثاني الذي طرحه الكاتب، هو المخرج يوسف شاهين، والذي قام يتحليل أفلامه والأفكار التي قامت عليها ، وكيف أن المثقفين في مصر صنعوا منه صنماً لا يمكن هدمه.
أخيراً، جلال أمين، وإن اختلفنا معه في بعض الآراء، فهو من "المثقفين" الحقيقيين القلائل في مصر.