كتابي القصصي الأول، أتمني أن أري كتابي القصصي الثاني قريبا
سبع محاولات للقفز فوق السور > مراجعات رواية سبع محاولات للقفز فوق السور
مراجعات رواية سبع محاولات للقفز فوق السور
ماذا كان رأي القرّاء برواية سبع محاولات للقفز فوق السور؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
سبع محاولات للقفز فوق السور
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"سبع محاولات للقفز فوق السور.......بين ربما وربما"
-بالنسبة لي فقد تعودت على أن تكون المجموعة القصصية مترابطة؛ إما بشكل صريح يسلم فيها نهاية قصة لبداية أخرى كما المتتاليات القصصية. أو بطريقة ضمنية في وحدة زمنية أو فكرة ما أو قضية تتشارك فيها شخصيات القصص همها ومعاناتها. لنصل في الحالتين إلى عمل-غالبا- له وحدة واحدة، يدل عليه عنوانا جامعا تتوافق عليه القصص -سواء عنوان قصة من ضمن المجموعة وهو السائد أو خارجها- وكذلك عاكسا لتفاصيل كل قصة على حدة.
-تغير تلك المجموعة -في رأيي- هذه النظرة قليلا، وإن اتفقت فعلا على الترابط بين القصص وبعضها. إلا أن الطريقة وقوة الترابط تبعث الحيرة من تدرجها في التباين، وكذلك في علاقتها بقصص المحاولات السبع والتي تمثل رأس العمل على الأغلب. فمن خلال القصص "كقصص هالات سوداء حول القمر، ولأن أبي لا يصلي العصر يوم الجمعة، وباب موارب، وشرخ" نلاحظ تماسكها وتلاصقها بالمحاولتين الأولى والثانية، فتكون للوهلة الأولى سيرة مجمعة تتشابك مع القصة الأولى سميّة المجموعة "سبع محاولات للقفز فوق السور "، لتفسر ما كان فيها من طبيعة السور-ويشير ذلك إلى الواقع- الذي يعوق الطموحات والتصورات البريئة التي تشكل الشمس والقمر فيها-والمثال على ذلك في تعنت ناظر المدرسة في قصة هالات سوداء حول القمر وسؤاله المُلح عن عمل والد الطفل الصغير- وأيضا تعرض أمامنا المعاناة نتيجة ذلك العائق والخسارة المستمرة في تجاوزه والوصول لطموحه. حتى نتفهم سر العناد الدائم بين المرء وواقعه، وما فيها من حيل تجعل باب الصراع مواربا، أي لا حد له.
ملاحظة: لذلك يلاحظ في معظم القصص والمحاولات "كقصة محاولات للتنفس" تتابع سردها الذي يتكون معظمه من جمل قصيرة أو جمل متوسطة ليس بها إسهاب أو تطويل، واستخدام الفاصلة "،" في ذلك التتابع والانتقال، وكذلك عدم ظهور النقطة إلا إشارة لنهاية القصة على الأغلب.
-لكن في النصف الثاني من المجموعة، وباتجاه الكاتب إلى الإسقاط "كما في قصص الحافلة، وفي منافسة الشمس والقمر، وبقع كحلية في الشاي" أو تخليد الرموز كالتعرض لحادثة سليمان خاطر في قصة "غارة المانجو" يصيب القارئ بالحيرة والتشتت، بإضعافه ذلك الرابط بين القصص والمحاولات المتتابعة لصالح التركيز حول تجارب أخرى قفزت من فوق سور المألوف وكسر العادة -فيتفق من حيث الشكل مغامرة الفدائي ومغامرة سالم في قصتي مدخل وحيد للبلدة وغارة المانجو مع مقامرة الثري بقصة في منافسة الشمس والقمر- أو لازلت تحاول أن تغلب واقعها وتحقق حلمها ولو كان طفوليا"كما في طموح الشاب للوصول للحياة السعيدة في قصة السطور أو طموح الفاعل في أن يعمل مع الكاتبة الباسمة في قصة النهار الذي حك ظهره بالدنيا أو حلم الفتاة بالثراء السريع كما قصة نوافذ لا تلاصقها نوافذ". فيرينا من خلال هذا الانتقال المفاجئ أنه ضبط نفسه -بعد أن حقق عامل الجذب كما فعل السيناريست في قصة في التتر اسمي يأتي قبل اسمك" ممعنا في تجربة معقدة بنظرة واحدة، وكان لا بد من أن يشق بقلمه -كما كانت رمزية العصا في قصة مدخل وحيد للبلدة- تجارب مختلفة حاولت أو لا زالت تحاول، حتى لو كان ناتج ذلك مزيج منفر "ومنها جاءت صورة رائحة العطن في بعض القصص" إلا أننا حتما وبتفكير وروية، سنستمتع بذلك التنوع كما استمتع بطل قصة بقع كحلية في الشاي برائحة الورد المرشوشة.
--طريق طويل من بما أن إلى إذن "حركات تحتاج لترتيب"
-وبالنظر مجملا إلى التجربة، نجد أنها تفتح أمامنا درجة ربما أقل من الصراع، إذ أنه لا يعتمد على المواجهة في بعض الأحيان مفسحا المجال إلى لعبة المناورات والحركات العفوية، التي ليس لها شكل محدد، لعلها تمنع التصادم الذي يضع حدا للصراع بغلبة طرف على آخر -كما في قصة شرخ حينما انهدم الجامع موافقا للقصص المحكية أن الثعبان "ويعني الشق في تصورهم" إذ قضم ذيله ينهار كل شيء-، لتكون أقرب شبها -كما وصف الكاتب في قصة الأجراس والمحاولة الثالثة والرابعة- بدخان. شيء مخاتل يخادع صاحبه وكذلك غريمه. فيحتاج حين يقدم للناس -وكي لا يحيلوه إلى قوة أو فكرة تشتت تلك المناورة- أن يقدم في قالب منطقي مرتب، وهنا -ربما- كان لقاء الفاعل مع الكاتبة الباسمة في قصة "النهار الذي حك ظهره بالدنيا " وأيضا العملية التي قام بها سالم في قصة "غارة المانجو " احتاجت لعمود منطقي جاء بشكل حواري مرتب ترتيبا عدديا، وذلك للانتقال من بما أن إلى إذن، بسهولة.
- وبين الدخان تنعكس أمامنا طبيعة التجربة-الطفل وسوره- لنجد المرء الحالم الذي يعيش حياته كصفحة بيضاء، يلونها كما يريد، ويكسبها القيمة كيف يرغب ويميل، فيرى من تذكرة أتوبيس الليمان الحمراء "تذكرة حمراء تبعث البهجة" هدية يبعث بها إلى أبيه السجين. ويرى من الأشياء العادية إنعكاسا لذكرياته السعيدة كما رأى موظف الكاشير الماكينة تذكره بلعب الأجراس حين كان صغيرا. ويصل في بعض الأحيان إلى مرتبة عليا -ويوافق ذلك ما استهل به الكاتب بأبيات الشاعر أمل دقل- تجعله يسرع الزمن بإرادته، كما في المحاولة الأولى حين ارتدى الطفل الزي المدرسي قبل وقته.
-ونجد على الطرف الآخر، الواقع ومنطقيته المُرة؛ فتلزم الحالم بأن يرى العالم كما هو عليه محددا، فنجد وصف الكاتب لنظارة الناظر في قصة "هالات سوداء حول القمر" بأنها تحبسه أي تحبي تصوره عن أبيه وترده إلى تصور الواقع بعد ذلك، وأن يرى أن أحلامه بعيدة جدا، كما في رمزية السطور التي تحول بين البطل وحبيبته في قصة "السطور"، فيكون من ذاك السلب تشتتا للحالم ودافعا للمواجهة. ولكن خوفا من سلطان الواقع -مثلما الخوف من الفتيات أصحاب الحقائب الثقيلة في قصة الحافلة- تتحول المواجهة إلى مناورة خفيفة-كما فعل بطل قصة السطور مثلا مثلما ذكرنا، يراقب فيها الطبيعة من يحسم المعركة حين يدركه الملل غالبا أو مغلوبا"كالمدرسة المتابعة من شرفتها شجار المدرس والأشقياء في قصة باب موارب"
--سرّيح الرحلة
-لكن ما يؤخر الملل ولو بقدر هو وجود شخصيات وظفها الكاتب كباعة سريحة "ووجدت بشكلها في قصتي الحافلة وتذكرة حمراء تبعث البهجة"، ووجودها كحلقة وصل بين النفس والواقع "ومنه كانت عنصرا مفيدا في الإسقاط بقصة الحافلة"، أخذت في أحيان من تنقلها السريع بين الحافلات وعربات المترو، التفاتها السريع وحركتها الخاطفة، كشخصية عبد الله-والذي ربما اختار الكاتب له هذا الإسم لاعتباره مثل بقية عباد الله من الناس- وسور مدرستها الحكومي المنخفض الذي يسمح له بتجارب عديدة تعرض على بطل القصة كالبضاعة، وأخذت في أحيان أخرى ثبات بضاعته، كشخصية الأم التي ثبّتت أسطورة الجن الهائم حول قطعة الأرض "بقع كحلية في الشاي"، والتي لولاها، لما كان الحدث "تجريف التربة وقهر الجد" له أثر فادح على الأبناء، فكانت هدية -بكون الأسطورة غطتهم تماما- ميزت القصة. ويا محلا جمال الهدية.
الخلاصة: مجموعة جيدة جدا، تميزت في كون القصص لها إيقاع سريع يستحضر من خلاله الصورة، إلا أن بين نصفي المجموعة بعثت فيّ بعض الارتباك، ربما يكون ذلك خلل عندي أثناء بداية القراءة.
السابق | 1 | التالي |