ولأننا دائمًا ما نبدأ مع الكُتاب بأعمالهم الأشهر والأكثر نجاحًا ، ولأنها دائمًا ما ترفع سقف توقعاتنا
ولأننا لا نكف عن مقارنتها بباقي أعماله الأخرى مما يسبب خيبة أمل وعدم رضا عن تلك الأعمال
لم ابدأ مع هاروكي موراكامي بعمله الأشهر ( كافكا على الشاطئ ) ، كان اللقاء الأول مع هذا الكاتب سريع وبسيط في روايته القصيرة نعاس ، ثم كانت التجربة الثانية مع هذه الرواية
ما بعد الظلام ، هي ليست رواية رعب كما توقع أغلب القراء وعلى رأسهم أنا ، هي فقط رواية تدور أحداثها في الجزء الأخير من الليل عندما يحل الظلام ، ما يحدث بعده ؟
يأخذ موراكامي القارئ معه في رحلة ليلية صغيرة ، لتجد أنه في الوقت الذي يذهب فيه العالم إلى الراحة ويخلد الجميع للنوم ويعم الظلام ، ثمة هناك عالم آخر يأخذ في الظهور ويبدأ يمارس حياته في ذلك العالم الليلي
القصة عن شقيقتين مختلفتين تمام الاختلاف ، كُلّ منهما تغار من الأخرى وتحسدها على نمط الحياة الذي تعيش به ، وتدور القصة بأحداث قليلة ولكن بمصادفات عديدة تجعل أبطال الرواية القلائل يتشابكون معًا
وما أن تعتقد أن الحبكة بدأت في الظهور وأن الرواية تأخذ منحى تقليدي حتى يُنهي موركامي الرواية بنهاية ميلودرامية ومفتوحة ، لا حبكة ، لا تشابك في الشخصيات ولا في الأحداث
وكُلّ تلك الشخصيات التي وصفها والتي جعلك تتعايش معها ، أين دورها ؟
لا شيء ، هو فقط يروي لمجرد أنها جزء من قطع البازل لكن أن يجمعها لتخرج الرواية في شكلها الكامل ، ذلك لم يحدث !!
على الرغم أن الروايات والنهايات التقليدية لا تجذبني ، لكن كُنت أفضل أن ينهيها بشكل تقليدي على أن ينهيها بشكل مفتوح لا معنى له
الرواية لا بأس بها ، لكن لا أستطيع أن أرى الإبداع الذي يتحدث عنه محبيه !!
إلى لقاء آخر عزيزي موراكامي على الشاطئ مع الرفيق كافكا :)
****