النفس البشرية ورغباتها وتطوّرها عبر التاريخ، هل الحرية مكوّن رئيسي في حياة الانسان يسعى لها بكل قوته، أم انها عارض في حياته يتقدم له تارةً ويهرب منه تارةً أخرى. ما هو تعريف الحرية للانسان وما هي الاسباب التي يجب عليه ان يتّخذها حتى يصل الى حريته، وما هي حدود هذه الحرية، الكتاب يقوم على فكرة أساسية في التحليل، عدم وجود خالق وان الانسان هو نتيجة تطوّر طبيعي مرّ في مراحل تاريخية مختلفة وتطوّرات حضارية أدت غلى صقل مفاهيمه وتحويرها على الشكل التي هي عليه الآن، فكرة الإله المنتقم الغاضب الذي يريد أن ينتقم لنفسه من البشرية بسبب خطأ ابوهم الذي خلقه وعدم تنفيذه لإوامره بعدم الأكل من الشجرة الخبيثة تُسيطر على جميع تحليلات الكاتب (كما هو الحال بالنسبة لجميع علماء النفس والاجتماع الذين يؤمنون بنظرية التطوّر) هذه الصورة الانتقامية التي أدّت الى نفي الإله الخلق جعلتهم يضعون نتيجة واحدة ثم يحاولون لي جميع الحقائق حتى تصل إلى صحة نتيجتهم.
ما هي عوامل الحرية للنفس البشرية وهل الانسان مخلوق يمكنه الوصول الى الحرية الكاملة ويتحرر من قيود مجتمعه التي تشكل تهديداً لهذه الحرية، هذا ما حاول الكاتب ان يدرسه ويحلّل عوامله والظروف التاريخية التي وصلت بالانسان الى هذه المرحلة، مرحلة الانسان البدائي والحضارات والقرون الوسطى ونظريات التطور والثورات الدينية وما لها وما عليها، وما هو تأثيرها على هذا المخلوق الضعيف الذي يريد ان يصل إلى الكمال. النظم الديكتاتورية والفاشية والراسمالية والتسلطية والديموقراطية؛ ما هو اثرها على تطوّر حرية الانسان. نظريات ناقشها الكاتب ليصل الى نتيجة ان هذه النظم تضع من القيود على الحرية المطلقة التي يرغب بها الفرد أكثر مما تمنحه من حرية، الشعور باللاجدوى والخوف وطلب الامان هي التي تحيط الفرد بتلك القيود.
لا شيء يضيفه هذا الكتاب سوى مجموعة من النظريات قد تنطبق على الحضارة الغربية التي كانت نتيجة لعصور من الظلام والاستبداد الديني والعلمي وصلت به الى ما هو عليه الان.
ما يجب علينا كاصحاب رسالة سماوية هو دراسة تاريخنا وحضارتنا ومجتمعاتنا الآن من منطلق ما نملكه نحن وما تقوم به حضارتنا نحن، لا ما نستورده من قيم واخلاق.
وما اريد ان انوّه عليه أيضاً، أن الترجمة للنسخة الي قرأتها كانت سيئة.