نعيش بصوتين داخل كلا منا , كل صوت له حججه وأسراره
الأول : يري أن الموت قادم فنحن من الموت للموت ,والحياة فاصل قصير , فيصنع العقل حدوده ويبحث في الظواهر فقظ
الثاني : يري أن من الموت جاءت الحياة ومنها للخلود , يقفز القلب من أسوار العقل ليبحث فيما وراء الطبيعة ولا يقبل الحدود
يبحث القلب ليصل الي الهاوية , الي الضفة الآخري الممنوعة والمحرمة للعقل
لكن العقل هو الحائل بين القلب وظلام الهاوية , فالعقل لا يريد أن يؤمن بما لا يراه في عالمه الملموس فهو يتكيف مع الواقع ,
بينما القلب يثق ويؤمن بما وراء الملموس فالحياة والموت عنده أكبر مما يراه العقل
فالقلب لا يتكيف ولا يستطيع ألا يستجيب لنداء اللامرئي واللامجهول
هذه الحرب الدائمة نحن ضحيتها وأحيانا تجعلنا نري أعمق وأوضح
المهم أن تصل للحرية , فلا تجعل لا العقل ولا القلب يقيدك
مما أعجبني ...
• يقول العقل : لماذا نتوه بحثا عن المستحيل ؟ يجب أن نعترف بحدود الانسان داخل السور المقدس للحواس الخمس! لكن صوتا آخر بداخلي ولنسمه الحاسة السادسة او القلب يقف معترضا ويصيح : لا تعترف أبداً بحدود الانسان , عليك أن تحطم الحدود , أن تنكر ما تراه عيناك ,أن تموت وأنت تردد لا يوجد موت !
• أنا القلب أقفز لأتدخل في مسيرة العالم , لا أزن ولا أقيس ولا أتكيف , أتبع دقاتي العميقة , أسال وأكرر السؤال طارقاً أبواب الهاوية : من الذي يبذرنا في هذه الأرض دون إذن يطلب منا ؟! من الذي يقتلعنا من هذه الأرض دون إذن منا ؟!
أنا مخلوق مؤقت وضعيف , مصنوع من طين وأحلام لكني أُدرك أن في داخلي تصطخب كل قوي الكون .
أريد للحظة واحدة وقبل أن تحطمني هذه القوي , أن أفتح عيني فأراها أمامي , هذا هو هدفي الوحيد في الحياة .
أريد أن أجد مبرراً لكي أستمر علي قيد الحياة , ولكي أتحمل المشهد اليومي المرعب للمرض والقبح والظلم والموت .
بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم , وأسير نحو نقطة مظلمة آخري هي القبر , إحدي القوتين تقذفني من هاوية مظلمة والآخري تسحقني , بلا انقطاع في هاوية مظلمة ...
• أعرف الآن أنني لا أطمع في شئ , لا أخاف من شئ , لقد تخلصت من العقل ومن القلب لقد صعدت الي اعلي ... أنا حر , هذا ما أبتغيه ولا أبتغي شيئاً عداه فلقد كنت أطلب الحرية .
• وحده الذي يذعن لإيقاع أعلي من إيقاعه يستطيع أن يكون حراً .
• لا تبحث عن أصدقاء إنما عن رفاق .
• قامر بالراهن واليقيني , قامر من أجل المستقبل والمجهول , لا تأخذ معك شئ من أجل الاتي , إني أحب الخطر . ربما تضيع وربما تنجو , لا تسأل , ضع العالم كله وفي كل اللحظات بين يدي الخطر !
• عبرت النباتات وعبرت الاسماك والطيور والوحوش وصرت انسانا ! لقد صرت انسانا والآن أكافح لكي اتركه خلفي ! لا شئ يسعني , لا شئ يسعني , أريد أن أنعتق !
• حين أفتح ثمرة أعرف أن البذرة تتعري في داخلي مثلها , وحين أتحدث مع البشر أُميز شيئا كهذا يحدث داخل عتمة عقولهم الداكنة !
• إن صلاتي ليست ندبة شحاذ , ولا اعترافات عاشق , ولا حسابات متواضعة لتاجر مقايضة صغير : وهبتك فاعطني ,, ان صلاتي هي تقرير من جندي الي قائده : هذا ما فعلته اليوم , هكذا حاربت
• هل يوجد خلاص ؟! هل يوجد هدف لنعمل من أجله لكي نجد خلاصا لأنفسنا ! أم لا يوجد خلاص , إذا لا يوجد هدف , وكل شئ بلا جدوي , وكل عطائنا لا قيمة له !
• من أين نأتي ؟ وإلي أين نذهب ؟ ما معني هذه الحياة ؟هكذا تصرخ القلوب وتتساءل الرؤوس وهي تقرع علي فوهة الهاوية .
• لكل طريقه الخاص الذي يقوده للخلاص , البعض من خلال الفضيلة , والبعض الآخر من خلال الشر .
• عليك أن تموت كل يوم , وأن تولد كل يوم , وأن ترفض ما عندك كل يوم ... فالفضيلة الكبري ليست في أن تكون حراً , وإنما في أن تناضل من أجل الحرية .