الغفلة الحقيقية هي أن تعيش وأنت لا تعيش , أن تنسى نفسك , تعيش قلقاً تفكر طوال الوقت فيما وقع لك في الماضي وفيما ينتظرك في المستقبل .. اللحظة الحالية لم تخلق لنا كي نرفضها ونعيش في زمن تخيلي .. الماضي ذهب وانتهى , دروسه موجودة , لكن هو نفسه لن يعود , والمستقبل ليس بيدنا , وكل ما علينا فعله تجاهه أن نجتهد في حاضرنا .. نحن تائهون في الزمن , بينما الزمن ليس سوى فكرة وهمية اخترعناهامن أجل تنظيم حياتنا , لا يوجد زمن حقيقة , الزمن مرتبط بالحدث , فإذا لم يكن هناك حدث فلا يوجد زمن .
في النهاية نصبح كالأشباح , لا نعيش حقيقة , نضيع من أنفسنا .
ترنيمة سلام
نبذة عن الرواية
...لكنّ ما يجعل قصة خالد قصة تستحق الحكي أن أحدًا منا لم يمتلك الشجاعة التي امتلكها للوصول بالتدمير الذاتي لحياته إلى منتهاه.. نحن دائمًا ما ندور في دوائر مفرغة، نبتعد ونقترب من النجاح دون أن نحسم قرارنا.. نشعر أننا لا نستحق الحب، فتفشل قصصنا العاطفية، ثم ما نلبث أن نبدأ من جديد لأننا نسأل أنفسنا في كل مرة : ولم لا ؟ قد تكون هذه هي المرة الناجحة !. وحده خالد محفوظ الذي امتلك الشجاعة ليكسر تلك الدائرة الملعونة ويصل بتجربته إلى أقصى نهاياتها". عندما صعد الأديب الشاب خالد عبد الدايم إلى قطار القاهرة – أسوان؛ لم يكن يدرك أنه لن يستطيع خطّ حرفٍ واحد في روايته الجديدة التي خصص وقت الرحلة للعمل عليها.. كان مُقدّرًا له أن يلتقي شخصًا غامضًا سيقص عليه قصة خالد محفوظ ويطلب منه أن يكتبها لسبب لم يفصح عنه.. سيعترض في البداية لكنه لن يلبث أن يتسمّر في مقعده عندما تستغرقه الأحداث المذهلة التي تُروى على مسامعه، ولن يملك سوى أن يتساءل : هل القصة التي تُروى له هي في الحقيقة قصته التي لم يشهدها ؟. تجربة روحية فريدة، تنتقل بنا ما بين الواقع والحلم عبر ثلاث قاراتالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 344 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-6436-21-3
- دار ن للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية ترنيمة سلام
مشاركة من ضُحَى خَالِدْ
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
منذ البداية ومع العتبات الأولى للنص (العنوان ، ثم الإهداء) نحن إزاء عمل أدبي/رواية ستتناول موضوعًا في "التنمية البشرية" وهو ما يذكره الكاتب بعد صفحات قليله باسم (السلام النفسي) أو رحلة البحث عن هذا السلام، وهو ما يرى فيه دارسوا علم النفس راحة البشرية ..
ربما لا تروقني تلك الفكرة ابتداءً، انطلاقًا من مفهومي الخاص للكتابة الأدبية، التي لا تقدم ولا تسعى لتقديم وصفة كتابية للتعامل مع الحياة، بقدر ما تسعى إلى ذلك من خلال التجربة الحقيقية التي يتمثلها الكاتب وينطلق عنها بشكل غير مباشر، أما أن يحدثني بهذه المباشرة عن بحثٍ عن "السلام النفسي" وحوار مطوَّل بين البطل/الكاتب في البداية وبين رجل عجوز تصادف وجوده في القطار في نفس اللحظة، فهذا ما أراه "مفتعلاً" وما يفقد العمل عندي منذ البداية مصداقيته، وهي التي تدفعني في الأساس لمواصلة القراءة،
ولكن بما أننا لا نزال في البداية،وبما أن تلك الفكرة "مشروعة" ـ كما يقولون ـ وقد تروق للكثيرين، فلماذا لا نواصل، لنرى كيف سيتناولها الكاتب، وكيف سيعبر عنها، وهل سينجح في ذلك أم لا؟!
(خالد عبد الدايم، وخالد محفوظ علاقة العجوز بوالده .. وفكرة المراقبة الأمنية )***
ينتقل الكاتب /الراوي فجأة إلى قصة "خالد محفوظ" التي يفترض أنها "محكية" على لسان ذلك "العجوز" في القطار
حكاية القاص "خالد محفوظ" وزوجته ( وعلاقته المضطربة بها) وصديقه "سمير خليل" وحفل توقيع " المجموعة القصصية"
هناك فكرة يتم ترديدها باستمرار، وتبدو لي ساذجة في تخيل ذلك الكاتب أن مجموعته القصصية ستجعله مشهورًا وتجمع له الكتاب والنقاد، وسيحصل خلالها على المجد الأدبي "فورًا" ..
ومشكلة هذه الفكرة هي غيابها التام عن الواقعية، فحتى الكتّاب "المتحققين" والذين طبقت سمعتهم الآفاق لم يكونوا يتوقعون أن يكون عملهم الأول ما سيجلب عليهم كل ذلك المجد والشهرة بين عشية وضحاها، ويبدو لي إصرار الكاتب على التركيز على هذه الفكرة غريبًا، ..
قصة "الطوفان" ثم "الخطأ" ومن خلال الحوار بين سمير وخالد يتبين لنا شخصية "خالد" الذي تسيطر عليه نظرية المؤامرة فيما يبدو ..
(استخدم الكاتب تقنية المشهد المتخيَّل، ولكنه لم يوفق في إيهام القارئ به، إذ أن المشهد يظل متخيلاً حتى يستعيده القارئ مرة أخرى، فيكتشف أن هناك كلمة مثل "انتبهت فجأة" تعيد المشهد مرة أخرى مع تغيير بعض تفاصيله (62) )
.
لا ينسى الكاتب دوره، ولا يضيعه، يصر بعد كل هذه الحكاية والقصة المتخيلة أن يحضر بنفسه، وبشخصياته التي بدأ بها، ليفسر لنا ويحلل لنا الشخصيات!
(إنها قصة عادية حصلت لكثيرين، ربما نكون عشناها في بعض مراحل حياتنا..)
حتى باولوا كوليو لا يفعل ذلك !
(قضيت الوقت أتخيل ما سأفعله .. "المشهد المتخيل مرة أخرى)
علاقة خالد محفوظ بزوجته، والحوار المبالغ فيه !
جمل الحوار طويلة، غير منطقية!
(لو كانت قارئًا ملولاً مثلي، سينتابك التفكير، لماذا أضطر لمتابعة هذه الشخصية المملة الغريبة والسطحية، لابد أن هناك سببًا وراء كل ذلك، .. فلتصبر ولتحتمل .. وتذكر أنك لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا .. )
ولكنك تواصل، ويهديك الكاتب حادثة تزيد من التشويق ..
ويتدخل الكاتب مرة أخرى لينغص عليك القصة، صـ 100
المواقف الساذجة والأحداث الساذجة!!
يبدو للكاتب فجأة أنه بحاجة للدراما فتنقلب الدنيا لمواقف درامية، فتطلب زوجة خالد الطلاق، ويذهلب إلى عمها ليتحدث مشكلة كبيرة بينهما، ثم "يتخانق" مع سائق الميروباص، فـ "يخبطه" بحديدة فيصاب بالعمى على أثرها !!
وطبعًا تسود الدنيا في عينه، وتحاول زوجته أن تلصح الأمر، لكنها تفشل ويتهمها بأنها تخونه مع صديقه .. ويلكن بين ذلك تحدث بعض المفارقات والأحداث الطريفة:
*كيف يمكن لكفيف أن يجلس على الكمبيوتر ويتعامل ببساطة مع "الشات" الصوتي، ثم يتعلم الكتابة على لوحة المفاتيح بسهولة، لدرجة أنه يكتب "رسائل دكتوراة" يتقاضى عليها أموالاً !!!
* حينما تسود الدنيا أمامه ويشعر أنه يريد أن يموت يجرب الانتحار (الكفيف يجرب الانتحار) .. ولكن كيف؟!! من خلال "سلك الكمبيوتر الذي يعلقه على النجفة ويصعد على بعض المجلدات ويعلق رقبته فتنهار النجفة على رأسه ليفقد الوعي (ما كل هذه السذاجة؟!!!!)
* فجأة يسقط الكفيف على الأرض فيعود إليه بصره!! ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل فجأة نجده قد سافر لأمريكا وحضر محاضرة لأحد أهم محاضري التنمية البشرية هناك! لأن صديقه "يوسف" يساعده!!
*عدد من الطرائف ينتقل إليها البطل مرة أخرى حينما يذهب (فجأة أيضًا) إلى مكة ..
ليقابل رجلاً ما يسميه "المعلم" ويبدأ المعلم في ممارسات غريبة معه، تود أن تأخذ لها طابعًا روحانيًا،(سيسميها فيما بعد التمرينات الروحية)
فيأمره بأن يتبع "حمامة" مثلاً !! رغم أن تواجد "الحمام" في ساحة الحرم المكي ـ حسب علمي ـ ليس بهذه الطريقة أصلاً !! (وتستمر تلك المراقبة 7 أشهر!!)
ولكن المفاجأة والطرفة الأخرى أنه يأمره بأن يواجه نفسه بالنظر في المرآآة!! (بغض النظر عن عدم وجود مرارات في الحرم كما وصف الكاتب) ولكن هل هذه هي فكرته عن "مواجهة النفس"؟!! وفعلاً ينجح بأن يواجه نفسه، ويقول لنفسه أنه غبي وما إلى ذلك ..
ينتقل به معلمه إلى فكرة أخرى أكثر طرافة ــ ولا يزال الإبهار مستمرًا ــ وهي فكرة أن يرى نفسه فيمن حوله، هكذا بكل سطحية يرى "خالد" (الذي كان كاتبًا لو تذكرون) نفسه في كل من حوله، ويقول هذا بشكل مباشر.. وهذه هي طريقته لكي يساعد الآخرين لأنه يرى فيهم نفسه!!
. (ولابأس مشهد خيالي أيضُا لحنفيه ماء في حمامات الحرم يضع المعلم تحتها جردل فيتجمع فيه الماء!!!)
الفكرة الرابعة، أو التمرين الرابع تمرين تجربة الموت (يضعه المعلم تحت ملاءة حتى يستشعر مشاعر الموت) ! وتستمر هذه التجربة لمدة شهر !!
الفكرة الخامسة تأمل الناس ومراقبتهم! (والطريف أنه يفترض أنه يراقب الناس داخل الحرم، ولكن لا بأس أن يذكر البائع الذي يغش زبونه، والرجل البخيل الذي لا يريد أن يدفعن ثمن البضاعة، "فالمعلم" يريد أن يعلمه ألا يحكم على الناس من خلال تصرفاتهم!!!)
الفكرة السادسة: تأمل الشجرة!
ولنا في تأمل الشجرة العديد من الدروس والعبر: لايمكن لك أن تفهم فكرة واحدة مثل (كونوا كالأشجار ترمى بالأحجار فتلقي بالثمار) ولكن هناك أشياء عديدة أخرى لا تظهر لك إلا من خلال التأمل الذي يستغرق أيامًا، لكي تتأمل مثلاً أن الأشجار تنبض بالحياة وأن لها أشكال مختلفة (بالمناسبة تنوع الأشجار هذا ليس في السعودية أصلاً ) وأن سيقانها الطويلة هي وجهها وكتل الأوراق الخضراء هي شعرها (لا أعرف كيف؟!!) ...
المهم أن تأمل الأشجار يستمر أيامًا هو الآخر، ولا شك أن ذلك لأهداف عميقة، ستتضح بعد قليل (الشجرة حكيمة صابرة، راضية مستسلمة تقوم بمهمتها على أكمل وجه دون انتظار لمقابل ومهما مر بها من خطوب فإنها تجاريها ثم تعود لسكونها الأول ...)
ونكتشف فجأة أنه قد مر 3 سنوات (لا تسألونا كيف)
وهذه مناسبة جيدة لكي يكشف الكاتب عن سر غامش آخر، وهو إقامة "خالد" طوال هذه الفترة في السعودية، وكيف تم حل هذا الأمر بكل بساطة بأن "أصدقاؤه قد تصرفوا" كما أخبر خالته، ... ويختفي المعلم والشيخ العجوز ويمكث خالد 3 شهور أخرى فلا يظهرا
(هل أوحشكم الراوي؟! هل لازلتم تتذكرون أن هذه الحكاية تحكى لخالد ـ آخرـ في القطار؟! أما آن الأوان لعودته، لكي يضع مزيدًا من النقاط على الحروف)
يعود العجوز مرة أخرى، ليفسر لخالد الأحداث، ويخبره بكل حكمه أن الرجل الذي قابله خالد فجأة واختفى فجأة إنما هو كائن نوراني مهمته وضع من يرغب في بداية الطريق!!
ثم يعود خالد، وتقدم "أمل" التي كانت جارته مشهدًا بليغًا (ص 304) يلخَّص لكم كيف أصبح خالد متسامحًا على طريقة الدراويش (إن جاء التعبير) فهو يصلح بين اثنين بأن يمد يديه إليهما ويجعلهما يحتضنان بعضهما، فيفعلا، ويعودا إلى ما كانا يفعلانه!!
وحسنًا أنه لم يأتِ لهم بفاكهة من شجرة قريبة أو بماء عذب من السماء (فليس ذلك على الكاتب ببعيد!!)
تقترب الحكاية من نهايتها طبعًا بعد أن يسامح خالد كل من أساؤوا إليه ...
ويتزوج من أمل وينجب منها "حياة"
ولكن هل تنتهي الرواية عند هذا الحد؟!
هل نسيتم أن هناك رجل يحكي لشابٍ في القطار، يأتي دوره الآن،
يكي يقول لنا ـ وبكل بساطة ــ إن كل ما كنَّا نفكر فيه أثناء قراءة الرواية خطأ طبعًا،
الرواية تقول (أن علينا أن نصبح خارقين حتى نصل إلى جنة الأرض والسلام الذي لا يعكر صفوه شيء، ونكون دراويش نمشي بين الناس، وذلك بعد تجربة روحية طويلة ليست متاحة لكل الناس)
ولكن العجوز يرد عليه ـ بحكمته البالغةــ :
(حكاية خالد تقول ببساطة أن المرء مهما بلغ من الحضيض بإمكانه أن يصل إلى القمة إن أراد ذلك ، أما التجربة الروحية فمن أخبرك أننا لا نخوضها ..حياتنا كلها ليست إلا تجربة روحية، نحن من لا ينتبه لذلك) !!!
.....
أمال إيه بقى ياعم الكاتب المحبط اللي بقى الكفيف، واللي فتح فجأة، واللي سافر أمريكا ونط ع السعودية، واتعلم م الحمام، والناس والشجرة ، ورجع يحضن الناس ويقول لهم بحبكم كلكم ده ؟!
..
سيبك من ده كلله ...
أو دعك من هذا كله الآن، وتعال معي لنكتشف حل اللغز الذي كان في أول الرواية .. (لو لسه فاكريين يعني)
فهناك فكرة عامة للأسف مستقاة من الأفلام العربية والأجنبية البايخة، أن اللغز هو أن تضع سؤالًا في أول الرواية تجيب عنه (حتى ولو بسذاجة شديدة) في آخرها ..
من خالد محفوظ ومن خالد عبد الدايم ومن هذا الرجل ..
لن أقول لكم، حتى لا أحرق عليكم القصة أكثر من ذلك ..
فهي مفاجأة يشيب لها الولدان!
...............
............... ............ مايدور في ذهني الآن، هل فعلاً يفعلون ذلك في ما يسمى ب"التنمية البشرية" ؟؟؟ هل هذه هي طريقتهم مثلاً؟! هل يقنعون الناس بمثل تلك الأفكار السطحية والساذجة، لكي يصلون إلى فكرة مثل (كلنا أنا) أو (أنا الشجرة) التي يتحدث عنها الكاتب؟!
أعتقد أن هذه مشكلة أخرى!!
أفكار بعد قراءة العمل/الرواية:
*إذا تجاهل القارئ كل هذه المواقف والأحداث الغريبة غير المنطيقة ــ يجد أنه ـ ببساطة ـ إزاء شخصية تتحرك بـ ريموت كنترول، أو عروسة من عرائس الماريونيت، لايهم في حركتها وتصرفاتها المنطق ولا العقل ولا إمكانية حدوث التصرف، بل كل ما يقوله الكاتب/السارد وما يفترضه يتم تنفيذه فورًا، كل ذلك في سبيل الوصول لقيمة كبرى وعليا هي "السلام النفسي" و"التسامح مع الآخرين"!!! وأنه اعتمادًا على هذه القيمة (التي تبدو قيمة كبرى) يتم التضحية بكل المنطق والعقل والأدب حتى! ..
* إذا كان الكاتب قد أخطأ وكتب روايته، وأخطأ الناشر أيضًا ونشرها له، وتعامل معه قدر من القراء على أنها رواية عظيمة وفظيعة و .. واااو/ رغم ما تعج به من أخطاء ومغالطات، كيف وصلت ـ بالله عليكم ـ إلى قائمة جائزة الشيخ سلطان بن زايد للكتاب؟!
* لماذا لم يفكَّر أحد من القراء في أن هذا كله عبث لا طائل من ورائه؟
(حتى كتابة هذه السطور لم أجد إلا تعليقًا واحدًا ينتقده لقارئ في أبجد أعجبني كثيرًا، ووضع الكثير من الإضافات النقدية للعمل)
-
A.Rahman
غالباً هذه هي رواية "الرجال الذين يحدّقون في الحمائم"، على غرار عنوان الفيلم - والكتاب - "الرجال الذين يحدّقون في الماعز"، كتاب المعيز هذا يحقق في مسألة محاولات الجيش الأمريكي الاستفادة من مفاهيم "العصر الجديد" لأجل أغراض الحرب أو القتل أو الانتصار على العدو، وهكذا كانت الرواية، أعني أنها "نيو إيدج" للغاية، ليس عيباً أن تُكتب رواية تعالج مصائب قوم ما - أو رجل ما - ولكن ما لم يعجبني كيف وضع هذا كله في إطار من قصص النجاح أو التنمية الذاتية، لدرجة أنني أكثر من مرة كنت أتساءل أثناء القراءة إن كان غرض الكاتب من هذا كله قلشة ظريفة على موجة "النيو إيدج" في الأدب، وهذه تتراوح بين الأعمال التي تقع في نطاق المُحتمل إلى الأعمال شديدة الرداءة - لنتخيل مقياساً يمتد من خالد الحسيني إلى باولو كويلو - مشكلتي مع النيو إيدج أنه يسرد - غالباً- تجربة ليست بالتجربة حقاً، طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة بلا شك، ولكن ما العمل اذا كان ما يحتمله مجرد "زودو- تجربة" أو Pseudo-temptation، لدي مشكلة عميقة مع النمط الفكري الذي يقدمه هذا الاتجاه في الفلسفة، والعلم المزيف، والسايكولوجي المزيف، وبشكل خاص في مبدأ أن الأفراد يجتذبون إليهم نوائبهم وحظوظهم، بشكل عبّر عنه دان براون في رواية "الرمز المفقود" على ما أذكر، وأجده قد بدأ يتردد كثيراً في الروايات، هنالك كذلك مبدأ لم يعجبني وهو أن التعاسة والمعاناة علامة على أن الأفراد يسلكون طريقاً لا يناسبهم، حسناً، إن المعاناة دليل فقط على أن الطريق غير معبّد! لقد تعجبت قليلاً لجوهر هذه الفلسفات - التي تقبس أو تتمسّح ببعض من الديانات الشرقية- يعني هي عبارة عن خليط أسوأ بكثير من أكثر الفلسفات الثنوية تطرفاً، إنها لا تتمسك بموقف صارم من شر مملكة هذا العالم وخير مملكة السماوات، هي عبارة عن منجز فكري "طري" من التناقضات الفكرية، ولكن النيو إيدج عبارة عن محاولات توفيقية لعدد من المدارس والفلسفات والديانات، مما يجعل لها نتيجة متهافتة في الغالب، كما يصفها أمبرتو إكو في مقالته عن الفاشية:
"في حوض البحر المتوسط، أناس من أديان مختلفة ( أكثرهم كان البانثيون الروماني متسامحاً معه) أخذوا يحلمون بوحي كان قد نزل في فجر التاريخ الإنساني. هذا الوحي، وفقاً للتصوف التقليدي، قد ظل لزمان طويل مخفياً وراء حجاب اللغات المنسية- في الهيروغليفيات المصرية، وفي الرون الكلتي، وفي مخطوطات أديان آسيوية مجهولة.
هذه الثقافة الجديدة يجب أن تكون توفيقية، التوفيقية لا تعني فحسب، كما يقول القاموس، "دمج أشكال مختلفة من الممارسات والعقائد"، هذا الدمج لابد وأن يتساهل مع التناقضات. كل من الرسالات الأصلية تحتوي على قبس من الحكمة، وكلما بدت واحدة منها متناقضة أو توحي بأشياء غير متكافئة، فذاك لأنها كلها تشير مجازياً لنفس الحقيقة الأوليّة.
ونتيجة لهذا يتعرقل التقدم العلمي. فالحقيقة قد نُطق بها بالفعل، من قبل، وليس ثمة جديد، وكل ما يمكننا فعله هو تفسير رسائلها المبهمة.
يمكن للمرء أن يتأمل مناهج كل حركة فاشية وسوف يجد مفكرين تقليديين عظام. الغنوصية النازية تم تغذيتها بعناصر تقليدية، توفيقية وسرّانية. المصادر النظرية الأكثر تأثيراً لسرديات اليمين الايطالي الجديد، يوليوس إفولا، مزجت الكأس المقدسة مع "بروتوكولات حكماء صهيون"، الخيمياء مع الامبراطورية الرومانية والجرمانية المقدسة. والدليل الدامغ على الطبيعة التوفيقية لليمين الايطالي الجديد هو "تفتحه الذهني" واستيعابه في المنهج نفسه أعمال دي ميستر، غينون، وغرامتشي.
إذا بحثت في أرفف المكتبات الأمريكية المعنونة بـ"العصر الجديد"، سوف تجد سان أغسطين، والذي لم يك، على حد علمي، فاشياً. لكن الدمج بين سان أغسطين وستونهنِج - هذا يعتبر عرضاً من أعراض الفاشية المحضة."
هكذا، الصوفية وحدها - الممثلة في الرواية بهذه الصفحات الكثيرة التي ليس فيها إلا اقتباسات للحكم العطائية ثم قص ولصق لشرحها، الصوفية وحدها ليست بهذا السوء، ولكن التهافت يظهر حينما يتم توفيقها واستغلالها في "شوربة" النيو إيدج الجديدة، ونجد موجات احياء لكتب الحكم العطائية وقواعد العشق الأربعون لأجل عصرنة "الحكمة القديمة" في اطار "كوول" من قصص النجاح والتنمية الذاتية، الجوهر متهاوي لأنه يعتمد على مبدأ شديد الرجعية لأجل الوصول لهدف تقدمي، وكذلك لأجل تبيان أن الحكمة تختار ناسها، وأن الأفراد الذين يصلون إلى "السمو الروحاني" مختارون، في مرتبة أعلى من بقية معارفهم، بالطبع، بعد أن "غفروا" لهم اساءاتهم.
لو اعتمد الكاتب على الصوفية وحدها لما ظهرت علل النيو إيدج، ولكنه دمجها مع الحكمة الشرقية، والتأمل الشرقي، فيذهب البطل إلى الحرم لأجل أن يخوض "تجربته" أو رحلة تساميه، ويلتقي بمعلم هو أقرب للغورو، أو الهندي/الباكستاني السحري، البطل لا يدري جنسية معلمه، لكنه يفترض أنه إما هندي أو باكستاني، وهي تنويعة ليست بعيدة عن كليشيه "الزنجي السحري" الذي ظهر -على سبيل المثال لا الحصر - في مسلسل الخواجة عبد القادر. (الذي يمكن اعتباره ضرباً من ضروب النيو-إيدج كذلك). فالمبادئ الصوفية يتم ابتذالها بشدة في اطار كوول يعجب المبتدئين، في حين أن نسختها الأصيلة والحقيقية قد لا تعجبهم أو قد تثير حفيظتهم، الأكبر ابتذالاً وزيفاً هو أن يتابع البطل تدريباته ودورسه التأملية شبه البوذية في الحرم، لو كان البطل قد سافر لبلد شرق آسيوي وفعلها في معبد بوذي لكان ذاك محتملا وصادقا وواقعياً، ولكن أن يلتقي بالغورو الخاص به في الحرم بعد أداءه العمرة فهو ما يعتبر تلفيقا درامياً غير محتمل، وفيه "حشر" وزج وتلزيق وعكّ عجيب، هذا عدا أنه "كليشيه" من أوله، أعني أن يذهب البطل ليجد "تطهره" الروحي في مكان ديني أو مقدس، برغم أن الروايات التي تنشد كاثارزس أو معالجة درامية معقولة سوف تجعل البطل يجد ضالته في أكثر الأماكن استبعاداً وأقلها قدسية. ولكن، من جديد، أليست هذه مبادئ النيو إيدج؟ فالحكمة قديمة وقد نطق بها بالفعل، وهي بالطبع ليست موجودة إلا في الأماكن المقدسة، اللي هي أماكن لأجل الحكمة والتسامي والتعالي على مملكة هذا العالم، وليست مجرد أماكن للعبادة تستوعب وترحب وتمنح عطاءها للجميع على حد سواء، دون تفرقة، المقدس منهم والدنس. ثالث نقطة لم تعجبني بخصوص تواجد البطل في الحرم هو اقامته التي لم تكن إلا تنطعاً، فقد ساءتني الجُرسة التي سيضعنا فيها الكاتب أمام أصحاب الملل الأخرى حينما يجدون بطله مع الغورو المسلم الخاص به متنطّعين في الحرم لا يفعلون شيئا إلا التحديق في المعيز، أقصد الحمائم، والأشجار، والبطل ينام لشهور ولا يفعل شيئا سوى تخيل نفسه في قبر! ويتبجح بعد ذلك بالادعاء أن تجربة فتاة من التوتسي ناجية من مذبحة أوغندا قد ألهمته، لماذا يا خالد - اسم البطل- لم تذهب إلى أفريقية تكافح وتكد هناك وتقدم العون "المادي" للمحتاجين؟ بدل التنطع في الحرم، والتمدد، والبحلقة والتمدد، وتخيل نفسك في سائر الناس كي تستطيع أن تحبهم، وتأمل نفسك في المرآة؟ ما هذا السخف؟ والبطل لا يستطيع أن يصل إلى محبة الخلق إلا حينما يوقن أن "الكل أنا" وما هو هذا الأنا، نفسه، اللي هو بهذه الأهمية، كيلا يحب الناس إلا حينما يكونون على صورته؟
إن هذه المبادئ وهذه الفلسفة التي يدعي الغورو والبطل أنها وصلت بهم للسلام ليست إلا "الجبرية بس بشياكة"، وهكذا تظهر حكمة أمبرتو إكو العابرة للزمان والمكان حينما رأى في النيو إيدج أساساً فلسفياً جيداً للفاشية، كما نعرف، المذهب الجبري اعتمد عليه الأمويين لفرض سطوتهم على الخلق.
من الناحية الدرامية، ايقاع السرد كان يقع كثيراً من الكاتب، هنالك صفحات كثيرة لا تحوي إلا قصص يكتبها البطل، أو من مجموعته القصصية، "ربما أربعة أو خمس قصص قصيرة كاملة!" هنالك بالطبع اقتباسات طويلة، واحد من البؤساء، والعديد من كتاب الحكم العطائية، وهنالك حشو لا طائل منه عن دستويفسكي وكيف أنه كان يكتب روايتين في الوقت نفسه ويحتمل طغيان ناشره الذي كان "مسخراً" له فقط كي يلتقي بزوجته المستقبلية، بالطبع، التفسير الذي لو كان دستويفسكي قد قرأه لذهب يطلب من القيصر أن يحكم عليه بالاعدام مجدداً.
هنالك عدد من كليشيهات الشخصيات، غير الهندي السحري، هنالك بالطبع الظهور الشرفي والعتيد - في هذا النمط من الحكايات، حيث يكون بطلها شخص لديه رثاء شديد لذاته وشعور دائم لا يهمد بالظلم من الآخرين- للmanic pixie dream girl وهي الفتاة التي تلتقف البطل بعد رحله شقاءه وتحبه وتجعله يحب نفسه وتحسسه أنه سيد الرجالة بعد كل تلك الجروح والمعاناة اللي عاناها مع الغولة السابقة في حياته - حبيبته السابقة أو زوجته السابقة أو أياً كان. الشيء المدهش والرهيب والمذهل أن هذه الفتاة كان اسمها في الرواية "أمل".
-
محمد عبد القادر
بلغة سهلة بسيطة غيرمتكلفة يدخل بنا ( أحمد عبد المجيد ) إلى أعماق النفس البشرية فيرتقي بتفكيرنا و يجعلنا نحاول أن نسمو فوق كل شيء مادي لنحلم و نحاول تحقيق الحلم من خلال " ترنيمة سلام " يعزفها لنا عبر بطل الرواية ( خالد محفوظ ) الذي وصل إلى الحضيض ليسمو بروحه إلى أعلى القمة .. إنها حكاية لن تختلف كثيرًا في بدايتها عن قصص تراجيدية كثيرة .. لكنك تكتشف في المنتصف أنك تدخل عالم سحري خاص لن تجد له مثيلاً في الأدب العربي المعاصر .. فالتفرد الإنسانس الذي نجده هنا هو ما يميز هذه الرواية عن غيرها من الروايات العربية الآخرى .
-
ضُحَى خَالِدْ
- الحالة التي تسبب بها هذا الكتاب لي من أوله وصولاً لآخر كلمة به لا توصف بكلمات الصفحات انسابت بين يدي بسلاسة غريبة لم أعهدها منذ فترة في قراءاتي مؤخراً.
- لكم أتمنى أن أصل لتلك المرحلة ...رغم أ،ها تبدو للبعض مبالغ فيها إلا أنها فعلاً حقيقة الإنسان لأننا قبس من الله نفخ فينا من روحه ووضع فينا من صفاته .
- حتى إن كانت الرواية مكررة أو مشابهة لعمل آخر كما فهمت من بعد مراجعات القراء إلا أن الحالة التي وضعتني بها الرواية كفيلة بأن تشفع لها عندي كل شيئ
- العمل الثاني لإبراهيم عبد المجيد الذي اقرأه له ولمست تطور ونضوج وعمق أكثر في هذه الرواية عن " عشق " ... رواية استثنائية جداااا بالنسبة لي :)
-
م.طارق الموصللي
من الروايات التي أنصح بها ..
تشعر بطاقة الكلمات تشعّ منك فعلا ً .. كان هناك بضعة مقاطع جاءت دون المستوى,لأنها جاءت كإقحامات ( كالحديث عن رؤيته لحمامة أو شجرة و كيف تصرّف بعد عودته من رحلته الروحية .. / بعد قراءة الرواية سترى لما اعتبرتها اقحامات)
لكن ذلك لم يُفسد الرواية بالطبع :)
بانتظار الروايات القادمة للكاتب .. بشوق
-
محمد عبداللطيف
إستغرقت في قراءة الرواية تماما حتي إنتهيت منها في جلسة واحدة.
الفكرة التي تدور حولها الرواية و هي السلام النفسي الشخصي تحتل جزء كبير من إهتمامي و تفكيري ، معالجتها جائت بشكل ممتاز من الكاتب و لم يعيبها إلا شيئين : الإسهاب نوعا ما في النصف الأول من الرواية ، و الخاتمة التي أعتقد أنها جائت علي عجل و لم تأخذ وقتها في النضج تماما.
أسلوب الكاتب و لغته سهلة و سلسة بدون تكلف ، و الحوار بالفصحي عكس كل الكتاب الشباب الذين يكتبون الخوار بالعامية كنوع من الهروب من صعوبة تكوين حوار متماسك و مفهم و سهل بالفصحي ، و لكن يجب أن ينتبه الكاتب - خصوصا أنه من قام بالمراجعة اللغوية لروايته - من لفظي ( عمو ) و ( طانط ) العاميين و و يستبدلهنا مستقبلاً بلفظين بالفصحي.
الرواية تعتبر واحدة من أفضل الروايات الحديثة للكتاب الشباب التي قرأتها ، و مختلفة في الموضوع و الطرح ، و الكاتب لديه موهبة لا شك فيها تستحق الرعاية و الإهتمام وسط عشرات أو مئات الأعمال الغثة و السيئة.
تستحق 3 نجمات و نصف ، و نصف نجمة أخري تشجيعا لموهبة الكاتب
بالتوفيق في الأعمال القادمة ، و أتمني ألا يقل عن هذا المستوي.
-
حنان ميلاد
بضعة عشرات من الصفحات التي حقا اقدر ان اقول اني استمتعت بها
فيما عدا ذلك لا شيء يذكر البتة
خلطة الدروشة/الصوفية مع تطوير الذات مع التنمية البشرية المصاغة في قالب روائي واللي المفروض تملانا بالروحانية والطمأنينة وتنزع منا الاعجاب بالرواية وبقدرة كاتبها وموهبته وبراعته لم تنجح هذه المرة
الفكرة جميلة، اما الطرح فكان سيء
ثمة الكثير مما ينقصها وثمة الكثير مما زاد فيها فافسدها
كان من الممكن ان تختصر الى اقل من النصف دون ان يؤثر ذلك على مضمونها
الرواية التي تسطيع ان تقتطع منها عشرات الصفحات ، او تقدم او تؤخر عددا من الصفحات عشوائيا، دون ان يختل بنائها وحبكتها وفكرتها، دون ان يحدث شيء البتة، ليست رواية جيدة الكتابة، وهذه الرواية تنتمي الى هذا الصنف.
بالمجمل الرواية ليست بالرديئة حقا ولكن لا شيء مميز فيها
-
محمد أبو خوصة
ترنيمة سلام ليست رواية؛ بل كتاب يدرَّس...
_أخذ من التصوف أجمل ملامحه (حب الناس وإعذارهم)
_حبكة روائية ولا أروع .
_نفذ إلى النفوس ا
لبشرية بطريقة بسيطة
دون تعقيد أو فلسفة .
_أجاب عن أسئلة تراود القارئ وهو يقرأ.
_خلت من اي مشهد يخدش الحياء .
_رسالة الكاتب وصلت كأروع ما يكون ... !!
تنبيه: تطبيق ما جاء فيها طريقه ليس فقط قراءة هذا الكتاب وحسب
هناك مسالك أخرى تعتمد على التدريب المستمر ...
#تعليق_على_رواية_ترنيمة_سلام
-
Zeineb Kesraoui
يقول الكاتب في بداية الرواية أن الأحداث وقعت في مارس 2004 و بعد 70 او 80 صفحة نقرأ أن خالد محفوظ (بطل الرواية) استدعى كل معارفه لحضور حفل نشر كتابه الأول عبر Facebook و تويتر!! تويتر؟ في مارس ٢٠٠٤ فايسبوك كان عمره شهر و تويتر لم يخلق بعد! أين المصداقية؟ بصراحة لم أكمل القراءة بعد هذا الخطأ الغبي.
-
Mohamed Sharaf
فكره النزول ومن ثم الصعود من الفشل الي النجاح و خلطها بمبادئ التنميه البشريه جميله ولكن التنفيذ لم يكن علي قدر المستوي. كنت افضل التقليل من الاحداث الغير منطقيه والتركيز علي الحوار الداخلي مع النفس وزياده جودته. احببت بعض الاجزاء بصراحه في القصه.
اتمني التوفيق للكاتب واتمني روايه قادمه افضل.
-
Dina Lotfy
هذه الروايه نقلتنى الى رحله من الصفاء الداخلى مع النفس فقد بت ابحث عن السلام مع كل من حولى .. اعتبرها اكثر من رائعه