مرتا حداد السورية من جبل لبنان تقرر في بدايات القرن العشرين السفر إلى أميركا للبحث عن زوجها الذي انقطعت اخباره هناك ولم تكن تنتوي أبداً الهجرة. هذه الرواية تتبع مارتا في رحلتها المضنية عبر أوربا إلى الباخرة التي ستقطع بها المحيط الأطلسي وتصل بها إلى الكرنتينا على جزيرة إيليس قبالة مدينة نيويورك. رحلة انتهت في مدينة نيويورك لتبدأ رحلة حياة جديدة تلتقي فيها مرتا العديد من الاصدقاء في الحي السوري.
قررت مرتا البحث عن زوجها الغائب في أميركا لكي تستعيد الحياة التي اعتادت عليها وافتقدتها في غيابه لكنها اكتشفت أن الحياة اختطفته منها إلى طريق آخر واكتشفت لنفسها طريق حياة أخرى مليئة بالجهد والعمل المضني الذي بالرغم من قسوته فضلته على الرجوع إلى جبل لبنان. حياتها الجديدة مرت بها في طرق مليئة بالمشقات والعلل لكنها كذلك كانت مليئة بأشخاص بذلوا الكثير في سبيل مساعدتها سواء في أسوء ايامها وفقرها أو في أفضل لحظاتها واكتفائها بعائلتها الكبيرة التي أسستها مع زوج آخر غير الذي خلفت ماضيها لأجله.
من المفاجئ لي شخصياً معرفة وجود أحياء عربية في نيويورك مع بدايات القرن العشرين بل ومعرفة أن الجاليات العربية ساهمت بسخاء في بناء ذلك العالم الجديد. العرب لم يتأخروا عن الانخراط في الجيوش الأمريكية في جميع الحروب التي خاضتها وقدموا قرابينهم وتضحياتهم لكي تنعم ذريتهم بخيرات هذه العالم الجديد جنباً إلى جنب مع بقية المواطنين. ذاب المغتربون العرب في عروق الاراضي الأمريكية لكنهم كانوا يتوقون إلى مساعدة بعضهم البعض لربما بدافع من الوطنية أو البحث عن رابط يتجسد في اللغة وجغرافيا المنشأ. أحفاد مرتا نعموا بالرخاء الأمريكي لكن هذا لم يكن بلا ثمن باهظ استوفته الحياة من جدتهم مع الكثير ممن عايشتهم ومهدوا الطريق للأجيال القادمة وبلا شك ليس بدون الكثير من الحظ الذي لم يحالف الكثيرين كذلك.
استمعت إلى الرواية بإلقاء صوتي جميل جداً من "طالب الرفاعي" على تطبيق "كتاب صوتي" الممتاز.