كتاب رائع آخر لدكتور أحمد خيري العمري من سلسلته "ضوء في المجرّة" كعادته يجذبك من أول صفحة وحتى النهاية ويأخذك لعالم آخر ويغيّر الكثير من أفكارك ويشحذ همّتك للعمل في سبيل الله
الكتاب ينقسم لقسمين ..القسم الأول رسالة أرسلها الدكتور في مئة صفحة لصديقه "الحقيقي" الذي كثيراً ما أشار إليه في هذه السلسلة والذي تشعر بأنك تعرفه منذ زمن.. ويحكي له عن أسرار يحكيها لأول مرة عن رحلة الدكتور مع صديقه لهدايته
مشاعر مختلطة هي تلك التي شعرتُ بها أثناء قراءتي لهذه الرسالة .. شعرتُ بتأثُّرٍ شديد لما مرّ به هذا الصديق ومرّ به الكاتب ,شعرتُ بحُزنٍ وبكيثُ من صدق هذه المشاعر..التي قد تنتابنا نحن أيضاً تجاه بعض أصدقائنا.
شعرتُ بالغيرة.. نعم شعرتُ بالغيرة الشديدة من هذين الصديقين,كم أتمنى لو كُنتُ مكان الكاتب ..كم أتمنى أن تكون قضيتي تغيير حياة شخص..ولو واحد فقط
كم تمنّيت أن أشعر أننا سنلتقي في ذاك الظلّ.. ذكرني بالحر وبذاك الموقف وبالظل..ظل الله .. بألم أن تحب شخصاًوتتمنى تغييره بكل جوارحك..بآلام أخرى كثيرة أثارها الكاتب فيّ .. رسالة في 100 صفحة قرأتها متتابعة بلا توقف.. ليس لشيء سوى صدقها ومساسها المباشر لي "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم"
أما القسم الآخر فهو رسالة أخرى ..يرسلها الكاتب لنا ولصديقه ذاك (الذي ستشعر كما لو كنتما شخصاً واحداً) عن الإيمان وأشياءٍ أخرى
"عن إيمانٍ ساطع,يشهر نفسه بوجه الليل والظلمة أتحدث
عن إيمانٍ خارق,يتحدى الكسل والغباء والبلادة,أتحدث
عن إيمان يمنح معنىً للحياة,يضيف أبعاداً جديدة لها يعيد ترتيبها وتأسيسها وتأثيثها..
عن إيمانٍ يجعل ناس يموتون ببساطة من أجل أن يكون لحياتهم معنى
ليس عن الإيمان السهل,المتوارث,الغبي,سهل التلقين
ليس عن الإيمان -حبة الفاليوم,وحقنة المورفين أتحدث
ولكن عن الإيمان الآخر"
كم مرّة قرأت عن الإيمان؟ الكثير من المرات بالتأكيد.. أعدك هنا أنك لن تسمع حديثاً مكررا أبداً! ستقرأ عن الإيمان ..عن الآيات..عن القرآن.. عن الكثير من الأشياء التي قرأت عنها من قبل ولكن هنا الموضوع مختلف,هنا ستقوم من سباتك.. ولن تغادرك كلمات الكاتب حتى لو تكاسلت في طريقك..ستجد شيئاً داخلك يذكرك ويوقظك..على الأقل قد حدث هذا بالنسبة لي !
ببساطة وككل كتابات الدكتور أحمد خيري العمري الأخرى.. عالمٌ آخر وروح أخرى ..أسأل الله له الإخلاص والقبول ..وأدعو له بالخير عند كل تغيير للأفضل المسه في نفسي