سُئل ساراماجو :هل يمكن ان يتوب عن الحاده قبل وفاته ؟
قال:انا لن اكون ضعيفا عند احتضاري ولن اتحول أنذاك الى الايمان مثلما فعل أخرون من كبار الكتّاب و الفنانين، ولو فُرض و حدث ذلك فلن اكون ذلك الشخص ، بل هو شخص أخر غيري "!؛
ـــــــــــــــ
أظن انها احد اقل اعمال ساراماجو من حيث عدد الصفحات و اكثراعماله سلاسة و سهولة ، فكرتها عبقرية و اسلوب ساراماجو فيها "كأدب"رائع للغاية ؛
يبرز في هذه الرواية نقطتين:
الاولى:رفض ساراماجو لفكرة وجود اله بصفة عامه
الثانية:نقده و انتقاده الشديد و العنيف للكتاب المقدس "العهد القديم بالتحديد"؛؛
النقطة الاولى ليست منفصلة عن الثانية فساراماجو لا يحدثنا عن الالحاد لأن العلم يقول كذا او ان الكون فيه كذا او ان الفكر الفلسفي يؤدي الى هذا ،لا بل دائما رفضه للاله قائمة على رفضه "صورة اله العهد القديم"و على ذلك تدور كل افكاره
ـــــــــــــــ
لن اتحدث عن الرواية هنا كمسلم له "تصور خاص لله"و انما ككاثوليكي متدين رافض و بشدة لهذه الرواية ؛ و اسال نفسي:انا ككاثوليكي متدين ما الذي يغضبني في هذه الرواية ؟؟!؛
ان ساراماجو صور لي الاهي على انه ضعيف ، محتال ، شهواني ، دموي ،...ام حديثه عن الانبياء "نوح و لوط و هارون و ..؟
لو ان هذا ما يغضبني فان هذا اقل ما يمكن لكاثوليكي قرائته في نصوص العهد القديم .!
الهي في العهد القديم ينام و يستيقظ " اسكتو يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه"
والهي في كتابي المقدس يتعب فهو قد خلق العالم في ستة ايام ثم حل عليه التعب و يلعب مع الحوت ملك الاسماك !!
كما ان الرب في كتابي المقدس "الذي هو كلمته !!!"يمكن خداعه مثلما حدث في قصة يعقوب و عيسو مع ابيهما اسحق
و الرب يندم و يتراجع امام لوم عنيف من موسى
"" لماذا يارب يحمي غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة و يد شديدة ؟!!،لماذا يتكلم القائلين أخرجهم الههم بخبث!ليقتلهم في الجبال و يفنيهم على وجه الارض ؟؟!!،،ارجع يارب عن غضبك و اندم عن الشر و شعبك !!!،فندم الرب على الشر الذي قال ان يفعله بشعبه !!!""؛؛
هكذا اذاً، لغة قايين مع السيد "الاله" في الرواية و تحديه له كانت اقل حدة بكثير من لغة موسى (النبي!)مع الهه هنا في التوراة _كلمة الرب!!_؛
اي اله هذا الذي يفعل به ذلك من مخلوق له ؟؟؟!،و اي اله هذا الذي يندم و يتراجع عن افعاله؟؟!!؛
ندم الرب يتكرر ثانية "" و بسط الملاك يده على اورشليم ليهلكها و ندم الرب عن الشر و قال الملاك المهلك الشعب كفى ""؛
في الرواية انتقد ساراماجو و سخر من شهوانية الاله و دمويته ،،فقط ليس علينا سوى قراءة نصوص القرابيين و اوامر الرب في الحروب و حتى في السلم لبني اسرائيل و التي _بالفعل_ جاء ببعضها ساراماجو
سخر ساراماجو تهكم بشدة على قصة "ابنتي لوط _النبي_مع ابيهما "، حيث انهن سقياه خمرا ليسكر وينام فيضطجعان معه و ينجبن نسلا منه ،فحسب واقع ساراماجو ان هذا العجوز و في هذه الحالة لا يمكن لعضوه ان ينتصب و بالتالي لا يمكن للفتياتين ان يضطجعا مع ابيهما ،
انا ككاثوليكي من المفترض ان يغضبني تشكيك ساراماجو في انتصاب عضو العجوز و هو في هذه الحالة ام ان حالة زنا المحارم التي تقع من نبي ام ماذا ؟؟!؛
التوراة هي ما تقول ان هذا حدث ،نحن امام فضيحة ، ايهما اكثر خزيا ؟..رجلا يمارس الزنا مع ابنتيه _ نبي!!_ام قضية انتصاب عضو ام ماذا ؟؟!!؛
نقطة اخرى _اضحكتني الصراحة _في الرواية و هي توقف الشمس ليشوع تلميذ موسى اثناء حربه مع الفلسطينين ، يدعو يشوع السيد _الاله_ ليوقف الشمس حتى تنتهي الحرب فيناديه السيد بعيدا عن الناس _ياخده على جنب _و يخبره انه لا يمكن للشمس ان تتوقف لأن الارض هي ما تدور الشمس و ليس العكس ،مشهدا مستقبليا مضحكا و ذكيا من ساراماجو الصراحة
الرواية بها الكثير ليقال ، و هي بالفعل كعمل فني و ادبي تستحق اربع نجوم ، ولكن بما اننى لست كاثوليكيا و ارفض ماورد في الرواية مثل رفضي للعهد القديم و يجعلني اكتفي بعدم تقييمها الى حين يكون لدي من الشجاعة ما يكفي لان اواجه نفسي و اعطيها ما تستحق