يستهل الكاتب كتابه هذا بتوضيح المنهج العلمي للبحث ع نالحقيقة عند علماء المسلمين وغيرهم فإذا كان إدراك الحقيقة علماً فيجب أ، يكون المنهج إليها علماً أيضاً وأهم ما يرتكز عليه المنهج الذي يعتمده المسلمون أولاً اتباع الخبر القطعي فإن لم يتعرض هذا الخبر لإحدى الدعاوى فالسبيل هنا مسلكان الأول دلالة الالتزام والثاني القياس أما المنهج الذي يعتمده غير المسلمين هو منهج التوسم والاسترداد
وبعد هذه التعاريف يجيب في الفصل الثاني عن السؤال "ما الذي أحوج الإنسان إلى العقيدة الصحيحة عن الكون والحياة؟"
وفي الفصل الثالث أوضح موقع العقيدة من مجموع البنية الإسلامية والتي تتكون من العقيدة والعبادة والتشريع ولكن عماد هذه البنية كلها العقيدة ودراسة هذه العقيدة تستوجب دراسة الحقائق التي ألزم الله عباده بالإيمان والاعتقاد بها وقد قسم الكاتب هذه الحقائق إلى أربعة أقسام: الإلهيات، النبوات، الكونيات، الغيبيات
ففي مبحث الإلهيات عمد الكاتب أولاً إلى إثبات وجود الله عز وجل بطريقتي التدرج من الأعلى والتدرج من الأدنى، وبين مصير الفسلفة المادية أمام هذه البراهين، ومن ثم عرض صفات الله تعالى والمقسومة إليه: أ- الصفة النفسية وهي صفة الوجود، ب- الصفات السلبية مثل الوحدانية، القدم، البقاء، القيام بالذات، مخالفته للحوادث، جـ - صفات المعاني والصفات المعنوية مثل العلم، القدرة، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، الحياة
وبعد ذكر هذه الصفات وبيان معنى كل منها ودليله أوضح ما يترتب على هذه الصفات من الحقائق الاعتقادية:
1- تنزيه الله عن أضداد هذه الصفات وسائر النقائض
2- نفي العلة الغائية عن أفعال الله عز وجل
3- لا يجب على الله شيء والحسن والقبح في الأشياء اعتباري
4- مصير الإرادة الإنسانية أمام إرادة الله
5- القضاء والقدر معناهما ووجوب الإيمان بهما
وأخيراً أنهى المبحث بفصل رؤية الله تعالى
أما في المبحث الثاني النبوات وبعد التمهيد أولاً يعرف كل من النبوة والرسالة كما يعالج موضوع الوحي أما ثانياً فيوضح كيفية الإيمان بالأنبياء الذين بعثهم الله عز وجل وبعد هذا التوضيح، ذكر الصفات الضرورية للأنبياء كما عرض في الفص التالي المعجزات، تعريفها، وضرورة الاعتقاد بها وموقف العلم منها وأخيراً فصل النبوة لا تأتي من الكسب
القسم الثالث: قسم الكونيات
فقد خصص الفصل الأول فيه للإنسان أشرف المخلوقات وأفضلها موضحاً نظرية النشوء والارتقاء وممناقضتها الواضحة للحقيقة الثابتة عن أصل الإنسان
أ/ا الفصل الثاني والثالث فقد خصصهما لكل من الملائكة والجان
وأخيراً الفصل الرابع يعرض فيه قانون السببية في الكون حيث يحلله أولاً ويوضح الفرق بين السببية والجعلية
القسم الرابع قسم الغيبيات
بعد المقدمة التي أوضح فيها ما المقصود من الغيبيات وكيف يطبق المنهج العلمي في فهم الغيبيات واعتقادها خصص ثلاثة فصول لكل من الغيبيات التالية:
1- حقائق تتعلق باملوت
2- أشراط الساعة
3- يوم القيامة وأحداثه
والفصل الأخير خصصه للردة وأسبابها
ويختم كتابه بنتيجة هامة هي ثمرة الحقائق التي سردها في الكتاب ألا وهي: لا حاكمية إلا لله ووظيفة الإنسان تنفيذ حكم الله في الأرض