اقتباسات من رواية منخفض الهند الموسمي

❞ إن السقوط يبدأ داخل النفس، بالتفكير، والتعليل، والبحث عن مبررات، وحساب المكسب والخسارة، وقبول الهدية، حتى لو كان تورطُا لا شعوريًّا ❝

❞ آه لو أعود لأتوسد الرمال وأغسل قدمي بمياه الفجر، وأتنسَّم عطر الخضرة الطازجة معجونًا باليود والملح. ❝

❞ مساحات الليل تنداح عبر ستائر مهلهلة ممزقة الحواف من الظلمة، والغبار العالق بسماء المدينة معجون بقطرات الرطوبة الدبقة تتقاطر على الأسطح والأسوار وتكتنف خصلات الشع ❝

❞ رائحة «الجاز» المحترق داخل التاكسي تكمل معزوفة الكرب، ومنافذ النور تغلق واحدة بعد الأخرى! أن يكون للحياة طعم ولا يوجد ما يبل الريق أو يفتح في القلب مسرى للفرح؟ ❝

❞ يلهث كمال تحت وطأة اللهب، وينزف عرقًا.

⁠‫- لماذا توقفت؟

⁠‫- لكي أستمتع بحكايات عمك! عليك وعلى عمك! ❝

❞ إلى متى یا سید ستحمل منفاك داخلك وتسير به؟ ❝

❞ لليوم الثالث على التوالي تُسلق القاهرة في «قازانات» تشتعل حولها النيران، والمذيع المتأنق الذي يبدو كموديل في فاترينة «عمر أفندي» مازال يشير إلى خرائط الطقس التي أرسلها القمر الصناعي ويعيد شرح المسألة.

⁠‫ومنخفض الهند الموسمي، هو عبارة عن كتلة من الهواء ❝

❞ انعكست التماعات سرابية مراوغة، فَبَدَت كغلالة دمع تتلألأ ثم تفيض في حدقتين مصلوبتين على مرئيات حلم لا يتحقق، ارتعدت عضلة في خده الأيسر و ❝

❞ الطفولة سنوات معشبة تجتذب فراشات الحقل الطَّنانة كما تجتذب نحل البرسيم، وزنابير البلح وعيون الأطفال لا ترى غير ما يقر في الأعماق لتحفظه الذاكرة الواعية، ولكنها تغمض عمَّا يدفنه العقل الباطن في أرض عطِنَه، ليتحول حين يتقدم إلى عذابات غير ❝

❞ قسوة؟

⁠‫«غلطتك يا شاهندة! تزوجتِ رجلًا يكرهك أهله ويكرهه أهلك! تقطعت الخيوط قبل أن تتصل وحاصرتك معه جدران العزلة والوحشة، ولم يعوِّضْ أحدكما الآخر! لم يكن الفقر هو آفة سيد الوحيدة، فأفظع منه ذلك الإحساس بالنَّقص وجنون الشك الذي يحوله إلى ❝

❞ على الرغم من وجود الهـواء وتكاثف الرطوبة، تشمم المقدم سيد والرائد رائحة الصَّنف!

⁠‫-أولاد الهـرمة! المكـان يملؤه رجال البـحث الجنائي، وضــابط من الآداب، ووكيل نيابة ونازلين «ضرب» على الشيشة!

⁠‫ضحك سيد مكشِّرًا عن أنيابه:

⁠‫-افعلها والله! ❝

❞ أن القاعدة في حياة البشر هي التعاسة والاستثناء هو اختلاسات يسيرة ينتهبها الناس بالصدفة.. ❝

وكانت الفكرة التي سيطرت على عقل سيد أن القاعدة في حياة البشر هي التعاسة والاستثناء هو اختلاسات يسيرة ينتهبها الناس بالصدفة..

هو يريد أن يرسُوَ على برٍّ حتى لو كان برًّا موحِشًا قاحلًا يورث اليأس! فاليأس أحد الراحتين، هو كالموت، قاتم حزين، ولكنه لا عذاب، أن تعرف مكان رأسك من رجليك وترى اليقين حتى وإن كان الفشل الأخير، أفضل ألف مرة

‫ -الحب يا باشا كالوردة لا بد أن ترويها باستمرار لتظلَّ حية، وحمادة غزلان لم يحب قط سوى المرحومة أمه، حتى نفسه لم يحبها، لأنه لو أحب نفسه لابد أن يحب أولاده، لأن البني آدم مننا يحب نفسه في أولاده!

الظرف يقهر الضعفاء فقط، هؤلاء الذين فسدت جذورهم، فشبّوا في منبت السوء.

-لا اختيار إلا مع الحرية يا سيد، والحرية في مثل هذا الظرف سراب.

‫ - خطوة شجاعة! أتعرف شجاعة الفئران يا سيد؟ إنها القفز من السفينة حين توشك على الغرق، وسفينتك مثقوبة يا أبا الأحناف، فاقفز!

همس فقط بلهجة من يطلب رأي الآخر:

‫ - تعرفين أن الخيانة الحقيقية هي خيانة القلب؟

‫ هزت كتفيها ولم تجب، أشاحَ عنها باحثًا بعينيه عن قمر المحاق، (تبحث عن المحال يا سید، فلو رأيته لما كان في المحاق..)

نبيل العجاتي يؤكد رأيه القديم، كلية الشرطة هي السبب، فقد جهزته ليـخرج منها مكشرًا عن أنيابه كـفصـيلة «الوولف» أو «الدوبرمــان»، فآلة القَـهـر تدور لتنتـج الرجال المقـهورين القاهرين