الأديب هو فيلسوف قديم لكنه وجد الطريقة المثالية لإلقاء فلسفته بعيدا عن صورة فيلسوف مدرسة الرياضيات فى أثينا، أو المعتكف خلف الجدران يعانى عراكاً عقلياً. الأدب فلسفة والفلسفة جذر الأدب، الأديب الذى لا يحمل رؤية فلسفية لتحليل الظواهر هو على أحسن تقدير أديبٌ تَعِس، البحث فى السعادة هى شغل الفلاسفة الشاغل، "الحقيقة تُسعدنا أم الخداع؟" إحدى موضوعاتها الأصيلة، أو هكذا يجب أن تكون!
أن تعرف أن جدار منزلك به شرخ ممتد قد يهوى به يوما، ثم تُزينة بلوحة فنية جميلة وتقنع نفسك أن منزلك الرائع مزين بلوحة رائعة.. هذه سعادة!
آخر اعترف أنه فى ورطة وجب عليه البحث عن حل لهذا الشرخ، الطريق إلى الحلول يشعرنا بالطمأنينة.. هذه سعادة أخرى!
ــــــــ
المُهم أن دميتنا الجميلة، قُبّرتنا المدللة، لم تعد كذلك، فقد قررت أن (تتثقف)، كان هذا طريقها نحو السعادة، طريق الطمأنينة، فبعد أن تزينت جدران بيتهم بالكثير من اللوحات، التى غطت على كثير من الشروخ، آنت لحظة لم يُجدِ معها المزيد من الزيف (هناك دائما نهاية للزيف أيا كانت صورته) تهدم البيت كنتيجة حتمية لتزيين الشروخ، كانا فى انتظار لحظة الدهشة، التى افتقدها أحدهم طويلا وفقدها الآخر مؤخرا..
لماذا أفتقد تشيخوف!