هذه المرة أخرت المتعة متعمدًا، وأتت لي المتعة تتهادى :)
..
قرأت "قطعة ليلٍ" باستمتاع بالغ.. منذ القصة الأولى، التي أعتقد أنها ستظل عالقة في البال طويلاً، حد أن أفكَّر أن أنقلها للناس هنا لجمالها الأخاذ (تصادف أنني) والتي تحكي في انسيابية حكاية ذلك الحب المؤثر العابر الذي يبقى أثره ..حتى الموت ..
والموت .. ذلك الهاجس الذي يظلل عددًا من قصص المجموعة، بطريقة لافتة وذكية، فيأتي بفلسفة عميقة في قصة (غيمة) عن الناس الذين يرحلون، وتساؤل وجودي عن أثرهم أين يبقى وإلى أي شيءٍ يتحول؟
..
في المجموعة قصص أخرى هربت من الواقع إلى الفانتازيا، وفيها جمال خاص أيضًا، كهؤلاء الذين يبحثون عن "قطعة ليل" حيث أهلكهم استمرار النهار طوال اليوم!
12 قصة قصيرة، ولكنها جميلة ودالة جدًا، تذكرني دومًا أن القصة القصيرة فنٌ أرقى بكثير، وأننا نتجاهله دومًا، رغم ما يحتويه من "قصرٍ" دال .. يكثف الحكايات والأشخاص والمواقف في مشهد عابر أو لقطة موحية، عبَّر عنها "الخميسي" أكثر من مرة في هذه المجموعة ببراعة ..
خذ عندك مثلاً "إغفاءة" وكيف تحول الطفل إلى رجلٍ كبير فجأة، وحل محل والده، وانتقلت القصص والحكايات بين هذا وذاك!
خذ عندك مثلاً "قرب الفجر" أو ما أسميها أنا (في انتظار صاحب المقام العالي) :)
..
شكرًا أيها الخميسي على هذه القصص والحيوات الجميلة