اقتباسات من كتاب صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني

الصراع على مصر بين المسلمين والفرنج كان الدرس السياسي الأول لصلاح الدين حول مركزية الدور المصري في الجهاد ضد الصليبيين.

تعرَّضت بلبيس للخراب، ودُمِّرت الفسطاط، والقاهرة تحت الحصار، ومصر على شفا الوقوع تحت الاحتلال الصليبي. وكان رد العاضد على شاور: «رضيتُ أن تكون إسلامية وأكون فداء للمسلمين».

من السهل أن نفترض أن صلاح الدين حقق هدفه باستعادة بيت المقدس، ولكنه، كما أوضح «جب»، حقق هذا الهدف لأنه وضع نصب عينيه هدفًا آخر(15). وهدف هذا الكتاب الكشف عن هذا الهدف

وفي قصة «ماتيلدا» لـ«صوفي كوتين»، المنشورة سنة 1805م، لا تقع البطلة، التي تحمل القصة اسمها، في حب صلاح الدين، بل في حب أخيه، ويتزوجها بعد أن يتحول إلى المسيحية ثم نصل إلى الزيارة الشهيرة التي قام بها القيصر «وليم الثاني» إلى قبر صلاح الدين في دمشق.

قصص عن صلاح الدين وهو يسافر إلى الغرب يدفعه الفضول إلى معرفة أسلوب الحياة المسيحي وبصحبته «هيو» أمير طبرية. ويجد صلاح الدين نفسه في باريس.

وضعه «دانتي» في أول طبقات الجحيم مع أبطال طروادة وروما أما «ركس هاريسون» فقد صوَّره وغدًا على حين يظهر في فيلم يوسف شاهين الملحمي (1963م) بطلًا للقومية الاشتراكية العربية ويبدو أنه لم يستثنَ من شيء؛ فقد ظهر صلاح الدين في حلقة تلفزيونية بعنوان دكتور هو

صورة لصلاح الدين يقف فيها جنبًا إلى جنب مع «ريتشارد»، يستعرضان قوتهما ضرب «ريتشارد» قضيبًا حديديًّا بسيفه بقوة هائلة فقسمه نصفين ورمى صلاح الدين، بدوره، وشاحًا حريريًّا في الهواء، وقطعه بهدوء وهو يهبط إلى الأرض وبعد سنوات من قراءة هذه القصة اكتشفت أن ريتشارد و صلاح الدين لم يلتقيا قط.

الحقيقي في حياة الرجل ليس ما يفعله، بل الأسطورة التي تنشأ حوله.

‫أوسكار وايلد