خَبطُ الأجنحة.. سيرة المُدن والمنافي والرحيل. شاعرية العنوان تستحق عناء البحث عنه، خبطها إذا لا وقت معين للتحليق والبحث عن فضاء آخر أرحب وأوسع، فضاء يضنه للعبور لكنه يكون للإقامة إذ تكون البداية "المصادفة وحدها هي التي جاءت بي إلى لندن" وعندها يقول: "عندما يفقد المرء مكانه الأول، فكل الأماكن بعده سواء. لكن من أنا في هذه المدينة؟ بدويٌّ طيَّرت الريح مضربه!".
سيرة كُتبت للذات بالشعر وللأماكن بالسرد، وعن العودة بعد سنوات من الغياب التي تضع السنين بصماتها على كل شيء كتب:
"أمن أجل هذا كله يعود العائد إلى مطرحه الأوّل،
وإلى صدى صوته القديم، وإلى وجوه منحوتة من قسوة؟".
من الغُربة التي تمضي كظل للجسد لا تفارق الروح حتى التيه في الأمكنة وتأمل المعالم والسير بمحاذاة الشعر ونبض القلب
"كمثل مُحبٍّ فاضَ بالدمع جَفنُهُ
وغيَّضَ ذاك الدمع إذ خاف واشيا".